واصلت القوات الجوية والبحرية المصرية أمس لليوم الخامس على التوالي بالتعاون مع عدد من الدول، البحث عن جثث ضحايا الطائرة المصرية المنكوبة وانتشال أجزائها ومحاولة العثور على الصندوقين الأسودين الخاصين بكابينة القيادة، واللذين يحتويان على جميع الاتصالات اللاسلكية بين الطائرة وأبراج المراقبة، ومحادثات قائد الطائرة ومساعديه، وأداء الطائرة، وخط سيرها، وظروف الرحلة، للوقوف على الأسباب التي أدت إلى سقوط الطائرة. وبدأت أمس، غواصة مصرية البحث عن الصندوقين الأسودين للطائرة المنكوبة، تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي. وقال مصدر أمني إن السفينة التابعة لشركة الخدمات البترولية اتجهت إلى مكان سقوط الطائرة، موضحا أن السفينة تحمل جهازا للغوص تحت الماء، يزن حوالي 20 كلجم، وهذا الجهاز يغطس إلى أعماق تتراوح من 2500 إلى 3 آلاف متر في قاع البحر. وأوضح المصدر أن الجهاز يحمل كاميرا وأذرعا للتحكم، ويتم تحريكه والتحكم فيه وفي الكاميرا الموجودة به عن طريق شاشة موجودة على سطح السفينة. وقال الأسطول السادس التابع للبحرية الأمريكية إن طائرة دورية تابعة له تساعد في عمليات البحث قد رصدت أكثر من 100 قطعة من الحطام تم التيقن من أنها تخص طائرة. وقالت البحرية الأمريكية إنها نقلت هذه البيانات إلى البحرية المصرية. وتمسح سفن البحر شمال مدينة الإسكندرية الساحلية منذ أيام عثرت خلالها على أشلاء ركاب ومتعلقات شخصية وأجزاء من حطام الطائرة وهي من طراز إيرباص إيه 320 لكن تلك السفن لاتزال تحاول تحديد مكان الصندوقين الأسودين. ويقول خبراء تحقيق في حوادث الطيران إن أمام فرق البحث نحو 30 يوماً لرصد النبضات الصادرة عن الصندوقين الأسودين. وفي هذه المرحلة من البحث سيكون من الملائم استخدام أجهزة رصد سمعية على أن يتم في مرحلة لاحقة إدخال أجهزة آلية متقدمة لمسح قاع البحر واستعادة أي أجسام فور العثور عليها. وتسلمت مصلحة الطب الشرعي المصرية، أكثر من 20 كيساً يضم أشلاء ضحايا الطائرة المنكوبة. وأكد مصدر طبي أن هذه الأشلاء، عبارة عن قطع صغيرة جدًا، لا يمكن تحديدها، لافتاً إلى أنه سيتم إجراء تحاليل الحمض النووي (دي ان ايه) على تلك القطع؛ للتعرف الى هوية أصحابها. وأوضح، أنه لم يتبين بعد ما إذا كانت هذه الأشلاء لعدد من الأشخاص أم أنها لشخص واحد فقط، لافتا إلى أن ذلك سيظهر من خلال التحاليل.