يسود الحذر أوساط «التحالف الوطني»، من احتمال لجوء الزعيم الديني مقتدى الصدر إلى إعلان العصيان المدني غداً، في خطوة تضع القوى الشيعية في مواجهة صعبة مع أنصاره، فيما جدد زعيم ائتلاف «الوطنية» إياد علاوي الدعوة الى تشكيل حكومة موقتة لوضع حد للأزمة السياسية والأمنية في البلاد. وقال مصدر رفيع المستوى في «التحالف الوطني»، طلب عدم ذكر اسمه، لـ «الحياة» أن «الصدر بدأ يفقد أوراقه ولم يعد يمتلك سوى ورقة العصيان لإجبار الحكومة على تنفيذ مطالبه الإصلاحية وتأكيد أنه الأقوى في البلاد، خصوصاً أن التفجيرات التي شهدتها مدينة الصدر يراها أنصاره رداً على اقتحام المئات منهم المنطقة الخضراء ومبنى البرلمان، ما شكل تهديداً خطيراً للقوى السياسية المتنفذة التي تمتلك أذرعاً مسلحة لا يستهان بها». ورجح «ذهاب الصدر الذي يمتلك مساحة جماهيرية واسعة الى جانب عدد من الضباط والقادة العسكريين ممن يوالونه الى العصيان، خصوصاً انه لوح بهذا الخيار في حال فشلت القوى السياسية في تشكيل حكومة تكنوقراط ومحاسبة المسؤولين الفاسدين». وكان أحد قادة التيار الصدري ظهر قبل أيام في شريط فيديو بث على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكداً نية التيار إعلان «ثورة كبرى الجمعة المقبل». ورفض أعضاء في «كتلة الاحرار» الرد على أسئلة «الحياة» عن اللجوء الى إعلان العصيان المدني، وأكد النائب برهان المعموري أن «التيار يعقد اجتماعات مهمة للبحث في التطورات السياسية والأمنية» من دون مزيد من التفاصيل، فيما دعا علاوي أمس، الى تشكيل «حكومة موقتة مهمتها معالجة الأوضاع السياسية والعسكرية والاقتصادية». وقال في بيان أن «ما حصل ويحصل في العراق يدعو الى التساؤل والاستغراب، ففي وقت نجحت السلطة في حماية وتحصين نفسها والمحافظة على أمنها في المنطقة الوحيدة الآمنة والجيدة في العراق الجريح، فشلت بالكامل في حماية شعبنا الطيب»، مبيناً أن «هذا الشيء يدل على عدم اكتراث السلطة بأرواح العامة من الناس بعدما أصبح الشهداء والجرحى مجرد أرقام تذكر في الإعلام». وكان علاوي رجح وقوع انتفاضة شعبية مسلحة ما لم تسارع القوى السياسية الى تشكيل حكومة انقاذ، وقد انتشر مئات المسلحين الموالين للصدر أمس في مدينة الصدر وبعض الأحياء الأخرى في بغداد، بعد سلسلة دامية من التفجيرات أسفرت الثلثاء عن قتل 77 شخصاً على الأقل وإصابة نحو 140 آخرين. وأكد مسؤول في «سرايا السلام» المسلحة التابعة للصدر في اتصال مع «الحياة» أن «الانتشار تم بالاتفاق مع الأجهزة المختصة، لفرض الأمن في المدينة التي شهدت هجومين داميين خلال أسبوع وان ما يقال عدا ذلك غير صحيح». وكان الصدر وجه انتقاداً حاداً إلى حكومة حيدر العبادي بعد التفجيرات التي تبناها «داعش»، وقال في بيان الثلثاء أن «الحكومة باتت عاجزة عن حماية وتوفير الأمن لأبناء الشعب العراقي الصابر بعد أن سرقت كل خيراته، فاعلموا أن كل قطرة دم تجري في هذا الشهر انما هي تسقي شجرة الحرية والسلام والاستقرار ورفض الظلم والفساد والإرهاب، فدماؤكم لن تذهب سدى وإني لأحتفظ بالرد لنفسي فأنا منكم وإليكم». وكان النائب الإيراني محمد صالح جوكار طالب بتشكيل قوات حرس ثوري في العراق على غرار إيران، عبر دمج الفصائل الشيعية وجعل «سرايا الخراساني» نواة لها. وقال، وهو عضو لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية أن «تجربة الحرس الثوري ناجحة ورائدة، وعلى العراق تطبيق التجربة ونحن على أتم الاستعداد لتزويد العراقيين بنمط وهيكلية هذه القوات، ليتمكن من تشكيل حرسه».