قتل 20 شخصا في معارك عنيفة بين المتمردين الحوثيين وأجنحة من قبائل حاشد النافذة بزعامة آل الأحمر في محافظة عمران الشمالية، حسبما أفادت مصادر قبلية أمس. وذكر شيخ قبلي "أن معارك أول من أمس أسفرت عن 20 قتيلا من الطرفين"، مشيرا إلى أن وتيرة القتال تراجعت أمس مع إجراء لجنة الوساطة اتصالات جديدة بين الطرفين. وأكد الشيخ القبلي أن مقاتلي تجمع قبائل حاشد الذين يقودهم حمير الأحمر "تمكنوا من استعادة السيطرة على خمسة مواقع سبق وأن سيطر عليها الحوثيون في مناطق تعد من أبرز معاقل حاشد". وذكرت مصادر قبلية متطابقة أن منطقة العصيمات ووادي خيوان، وهي المعاقل الرئيسية لقبيلة حاشد في محافظة عمران، شهدت معارك قاسية الثلاثاء. واستخدم الطرفان الأسلحة الثقيلة بما في ذلك المدفعية والصواريخ والأسلحة الرشاشة. بدوره، قال مصدر قبلي آخر: "إن قبائل حاشد تمكنت من صد هجوم للحوثيين استهدف السيطرة على إحدى تلال جبال العصيمات المطلة على منزل لعائلة الشيخ عبدالله الأحمر في منطقة الخمري، وهو موقع يحاول الحوثيون الوصول للسيطرة عليه لما يحمل من رمزية قبلية وعسكرية". وذكر المصدر - الذي طلب عدم الكشف عن هويته -، "أن مسلحي قبائل حاشد تمكنوا من صد هجوم الحوثيين والتقدم باتجاه وادي خيوان واستعادة بعض المواقع". وانهارت الهدنة في عمران الأحد الماضي إذ تجددت الاشتباكات بين المتمردين الشيعة وقبائل حاشد بزعامة آل الأحمر، وقد أسفر القتال حتى الاثنين عن مقتل 22 شخصا من الطرفين حسبما أفاد مصادر قبلية. ويتخذ القتال في عمران طابعا قبليا، إذ تتواجه خصوصا القبائل الموالية للحوثيين وتلك الموالية لآل الأحمر. وأتى تجدد القتال في عمران بالرغم من التوصل إلى وقف لإطلاق النار في الثامن من يناير الجاري بعد أيام من المعارك العنيفة. وخلال الأشهر الماضية، تمددت رقعة المعارك بين الحوثيين وخصومهم من السلفيين وآل الأحمر الذين يتزعمون تاريخيا قبائل حاشد، في محافظات الجوف على الحدود مع السعودية وحجة على البحر الأحمر وعمران في شمال صنعاء، إضافة إلى أرحب في شمال صنعاء ومعقل الحوثيين في صعدة. وتحالف قبائل حاشد هو الأكثر نفوذا تاريخيا في اليمن وشكل السند الأقوى للحكم في صنعاء، وهو بزعامة أبناء الشيخ القبلي الراحل عبدالله الأحمر. وترى مصادر سياسية في صنعاء، أن الحوثيين يحاولون تعزيز وجودهم على الأرض وتوسيع رقعة سيطرتهم في شمال غرب البلاد، استباقا لتحويل اليمن إلى بلد اتحادي متعدد الأقاليم.