لا ينسى المفكر والناقد المعروف الدكتور عبدالله الغذامي الموقف الذي تعرض له إبان دراسته في جامعة الملك عبدالعزيز في عام 1971م، عندما خطط للسفر إلى الولايات المتحدة في بعثة دراسية لإكمال دراسته العليا، لكنه اكتشف أن الترتيبات كانت لإرساله إلى الأزهر لدراسة النحو. وقال الدكتور الغذامي: «كانت جامعة المؤسس وقتها «أهلية»، ولم تتحول بعد إلى حكومية، وفي ذلك العام أعلنت الجامعة عن بعثة لدراسة الأدب العربي تخصص (أدب ونقد) فتقدمت ضمن مجموعة كبيرة من الطلاب وتم اختياري بتوفيق الله، وبما أن الجامعة أهلية كانت تشترط أن يقدم الطالب إخلاء طرف من عمله الرسمي، فقدمت استقالتي. وأضاف، «بعد الاستقالة من عملي، وتقديم كافة المستندات وإجراء كافة الترتيبات والتجهيزات، اكتشفت أن البعثة للأزهر في مصر لدراسة النحو وليست إلى أمريكا كما اعتقدت، فكانت صدمة غير متوقعة خاصة أنني تركت وظيفتي واستقلت وتخلصت من كل شيء وأصبحت في منطقة الفراغ». وزاد الغذامي، «لم أرغب في أن أكون نحويا ولا أزهريا وهذا ما زاد من حيرتي، فراجعت على الفور الدكتور أحمد علي وكان حينها وكيل الجامعة، وهو أرفع منصب آنذاك ولم يكن هناك مسمى مدير، وكنت منزعجاً للغاية لكنه رحب بي ولما عرفته باسمي تذكر موضوع البعثة، وبدأ يبارك لي وكنت لا أرد عليه فسألني عن سبب عبوسي، فذكرت له اعتراضي على تحويل البعثة من أمريكا إلى مصر، فعرض علي خيارات من بينها بريطانيا وأمريكا ومصر فاخترت بريطانيا». وختم بالقول: «يسر الله لي أمري بعد أن كنت قريبا من العودة لوظيفتي تاركا أمر البعثة، بعد أن استقبلني الدكتور أحمد بكلمة طيبة ووجه بشوش وهو موقف خالد لن أنساه أبدا ما حييت».