بعدما طفح الكيل من ملايين السياح الذين يخربشون على جدران برج كاتدرائية فلورنسا في إيطاليا، قرر القائمون على هذا المعلم إطلاق تطبيق فريد على الجهاز اللوحي يسمح بترك رسوم جدارية افتراضية أقل ضرراً بالعمارة. ووضعت عند مدخل البرج لافتة لاستقبال الزوار كتب عليها «أهلاً وسهلاً بكم في برج كامبانيل دي جوتو! نسعى منذ عقود إلى الحفاظ على هذه التحفة، لذا سنمحو على الفور أي رسم جداري تقومون به، لكن إن أردتم ترك بصمة رقمية على هذا المعلم، فسنحفظها مدى الحياة كما لو كانت تحفة فنية». وعلى مر القرون، شهدت جدران هذا البرج الذي شيد في القرن الرابع عشر، أجيالاً من السياح تركوا رسائل حب ورسوماً عليها خلال تنقلهم على أدراجها. وقالت أليتشيه فيليبوني المسؤولة عن الشبكات الاجتماعية في جمعية «لوبيرا ديل دوومو» العلمانية التي تعنى بإدارة الممتلكات الأغلى قيمة في كاتدرائية فلورنسا: «عندما بدأنا قبل ثلاثة أشهر تنظيف الجدران، وذلك للمرة الأولى في تاريخ الكاتدرائية، رحنا نتساءل كيف يمكننا أن نحافظ على هذه النتيجة من دون أن تذهب جهودنا سدى». فخطرت في بال فيليبوني فكرة «إعداد تطبيق يسمح للزائر باختيار المساحة التي يريد الرسم عليها من الرخام أو الحجر والأداة واللون الراغب في استعمالهما، مثل القلم اللباد أو الرذاذ أو الريشة، لترك رسالة أو رسم افتراضي». وهذا التطبيق الذي يحمل اسم «أوتوغرافي» هو «الأول من نوعه»، على حد قول فيليبوني التي صممته بمفردها وتأمل في بيعه لمواقع تراثية أخرى تعاني المشكلة نفسها. ووُفرت راهناً 3 أجهزة لوحية وضعت في الطابق الأول والثالث والرابع من البرج، وهي موصولة بموقع إنترنت تجمع فيه الرسائل المتروكة. وخلال أسبوع، ترك أكثر من 700 «رسم جداري افتراضي» على هذه الأجهزة. وكما هي الحال مع الرسوم الجدارية الفعلية، تركت رسائل حب وسلام وأخرى سخيفة، من قبيل «بييترو مرّ من هنا». وستجمع الرسائل كل سنة وتطبع قبل وضعها في محفوظات الكاتدرائية كما لو كانت مستندات على صلة وثيقة بهذا المعلم التراثي، شأنها في ذلك شأن تلك المتعلقة بتحفه الفنية. وأكدت جمعية «لوبيرا ديل دوومو» في بيان، أن «المبادرة هدفها تنبيه الزوار إلى أخطار أعمال التخريب والسماح لهم في الوقت عينه بترك بصمة دائمة في الموقع من دون إلحاق الضرر به»، فالرسوم الجدارية الفعلية تهدد هذا المعلم التراثي وتكلف إزالتها غالياً. وتقضي المرحلة المقبلة المزمع إطلاقها بداية العام 2017 بتنظيف قبة الكاتدرائية المعروفة بـ «قبة برونيليسكي» المتضررة من جراء الرسوم الجدارية، ثم توفير أجهزة لوحية مزودة تطبيق «أوتوغرافي» في الموقع.