يوم دامٍ في بلجيكا، حصيلة أولية تحدثت عن 31 قتيلاً، وخمسة عشر جريحاً. استنفار في أوروبا، اجتماع عاجل دعي إليه هولاند في باريس. هزّة كبرى تلقتها بلجيكا بهذا العدوان الشنيع، أعداد الضحايا مرشحة للزيادة بحسب التصريحات الأولية للمدعي العام البلجيكي. بعد أربعة أيام من القبض على العقل المدبّر لهجمات باريس صلاح عبدالسلام، جاء الانتقام الإرهابي الغادر في شرايين بلجيكا وفي قلبها. بلجيكا لم تكن بمنأى عن الإرهاب وخلاياه، بل هي القاعدة الرئيسية لنشاط التنظيمات المسلحة في القارة الأوروبية. خليّة طارق معروفي التي خططت لاغتيال أحمد شاه مسعود في 9 سبتمبر 2001 كان مقرها بروكسل، ومنطقة بولنبيك هي عاصمة الأصوليين ومقرهم، إذ ينشطون في التخطيط لعمليات اغتيال داخل أوروبا وخارجها، كما أن قائد هجمات باريس الدامية بلجيكي من أصل مغربي يدعى عبدالحميد أباعود 27 عاماً وكان موجوداً في سوريا! وفي دراسة أعدتها، نهاية 2014، مجلة «الإيكونوميست» بينت أن بلجيكا هي الدولة الغربية التي وفرت أكبر كتيبة من المقاتلين نحو سوريا والعراق قياسا إلى عدد السكان. وقدمت الدراسة إحصائيات تفيد أن هناك ما معدله 22 متطرفاً بلجيكياً لكل مليون نسمة، متبوعة بالدانمارك بمعدل 17 متطرفا لكل مليون نسمة، وأخيرا فرنسا بـ 11 متطرفا لكل مليون نسمة. في المجموع، بلجيكا الذي يقدر عدد سكانها بنحو 11 مليونا، لديها 250 متطرفا في سوريا والعراق. من المخيف أن تتحوّل هذه القارة النيّرة التي أمدت الإنسانية بالفنون والعلوم والنظم تحت هذا النار الإرهابي، وأيام السواد الغادرة.