تبنت الامم المتحدة قرارا يجيز للفلسطينيين رفع علمهم في مقار المنظمة الدولية في نيويورك، فيما يشكل انتصارا دبلوماسيا في حملتهم الدبلوماسية المكثفة للحصول على اعتراف بدولتهم. وقال السفير الفرنسي في الامم المتحدة فرنسوا ديلاتر: ان هذا العلم رمز قوي وبارقة امل للفلسطينيين بينما عملية السلام متوقفة واسرائيل تواصل الاستيطان غير الشرعي في الضفة الغربية المحتلة. وأعلنت قوات الاحتلال الصهيوني عثورها على جندي مقتول وسلاحه الشخصي إلى جانبه في غور الأردن، وفقا لما نشره موقع 0404 العبري امس الجمعة. وأشار الموقع إلى أن الجندي اختفى من معسكر للاحتلال الصهيوني في غور الأردن الليلة قبل الماضية. أغلبية 119 صوتا وفي التفاصيل، فقد اعتمدت المنظمة الدولية قرار رفع علم فلسطين بأغلبية 119 صوتا ومعارضة ثماني دول بينها اسرائيل والولايات المتحدة، بينما امتنعت 45 دولة عن التصويت على رفع علم فلسطين امام المقار الرسمية للامم المتحدة بما في ذلك في جنيف وفيينا. ويسمح القرار برفع علمي فلسطين والفاتيكان وكلاهما يتمتعان بوضع الدولة المراقبة غير العضو الى جانب اعلام الدول الاعضاء الاخرى. ويمنح القرار الامم المتحدة عشرين يوما لرفع علم فلسطين الذي سيتزامن مع زيارة للرئيس الفلسطيني محمود عباس الى نيويورك، حيث سيشارك في الجلسة السنوية للجمعية العامة وقمة حول التنمية المستدامة. وسيلقي خطابا امام الجمعية العامة في 30 ايلول/سبتمبر. وقال ممثل فلسطين في الامم المتحدة رياض منصور: انها خطوة رمزية لكنها خطوة اضافية لتعزز اسس دولة فلسطين على الساحة الدولية. من جهته، اكد رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله في باريس ان رفع العلم خطوة على طريق حصول فلسطين على عضوية كاملة في الامم المتحدة. وكان الحمد الله يتحدث بعد لقاء مع رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس. وبدت الدول الاوروبية منقسمة بشأن هذا التحرك، اذ ان فرنسا وروسيا والسويد ايدت القرار الذي امتنعت بريطانيا والمانيا والنمسا وفنلندا وهولندا وقبرص عن التصويت لصالحه. وصوتت الصين مع القرار الذي قال منصور: انه مبادرة يمكن ان تعطي شعبنا بعض الامل في ان الاسرة الدولية ما زالت تدعم استقلال دولة فلسطين. واضاف: ان الامور غير واضحة وغامضة وعملية السلام ماتت وغزة تختنق، لذلك هذا القرار يشبه ضوءا صغيرا لشمعة لإبقاء الامل حيا لدى الشعب الفلسطيني. واكد الوزير الفلسطيني ان الفلسطينيين قاموا بحملة مكثفة الاسابيع الماضية للحصول على الاصوات اللازمة لرفع علم فلسطين على مقار الامم المتحدة. عباس يرحب ورحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس امس بالقرار الاممي، وعبر عن تقديره للدول التي صوتت لمصلحة هذا النص. وقالت وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية: ان رئيس دولة فلسطين محمود عباس حيا الدول التي صوتت لصالح رفع علم فلسطين في الأمم المتحدة والتي وقفت دائما الى جانب الحق والعدل. ونقلت الوكالة عن عباس قوله: نعبر عن تقديرنا لدول العالم التي وافقت على الدفاع عن حق شعبنا وقضيته العادلة، مؤكدا ان الكفاح الفلسطيني سيستمر حتى رفع العلم الفلسطيني فوق عاصمتنا الابدية مدينة القدس المحتلة. من جهته، قال امين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات: ان تبني القرار انتصار للحق والعدل والسلام والحرية ورفض الظلم ورفض للارهاب والاستعمار (...) وانتصار لدماء شهداء فلسطين ولشعبنا الذي يسعى لحريته واستقلاله. واكد ان مفتاح الانتصار على الارهاب والتطرف هو بنيل الشعب الفلسطيني استقلاله. ووصف وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي القرار بأنه لحظة تاريخية. وقال: ان الدول التي صوتت لصالح القرار منسجمة مع مبادئها وترسل بتصويتها الإيجابي رسالة أمل إلى الشعب الفلسطيني. ودعا الدول التي امتنعت عن التصويت او صوتت ضد (النص) الى مراجعة مواقفها والوقوف عند مبادئها، وان تتوقف عن الكيل بمكيالين، معبرا عن امله في ان يتم الاعتراف بدولة فلسطين عضوا كامل العضوية في الامم المتحدة. انتقاد إمريكي إسرائيلي وانتقدت اسرائيل والولايات المتحدة تبني قرار رفع علم فلسطين. وقالت السفيرة الاميركية سامنتا باور: ان رفع علم فلسطين خارج مقار الامم المتحدة ليس بديلا عن المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين، ولم يقرب الاطراف من السلام. من جهته، اتهم السفير الاسرائيلي رون بروسور مجددا الفلسطينيين بالتلاعب بالامم المتحدة لتسجيل نقاط سياسية. وقال: ان هذه الجمعية العامة ستصوت على ان الارض مسطحة لو اقترح الفلسطينيون ذلك. وتابع بروسور: انه ما من تصويت يمكن ان يحول مبادرة رمزية جوفاء الى دولة. واضاف: انه على الاسرة الدولية ان تبلغ الفلسطينيينن بوضوح ان الطريقة الوحيدة لتحقيق الدولة تمر عبر المفاوضات المباشرة، مؤكدا ان هذا التصويت قد يخدم مصالح القادة الفلسطينيين لكنه لن يساعد الشعب الفلسطيني. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية مارك تونر: ان تبني القرار هو محاولة تأتي بنتائج عكسية في جهود الدفع باتجاه اقامة دولة فلسطينية خارج اطار تسوية تفاوضية. والمستفيدة الاخرى من القرار ستكون دولة الفاتيكان التي نأت بنفسها عن المبادرة الفلسطينية من دون معارضتها. وقال مندوبها لدى المنظمة الدولية المونسنيور برنارديتو اوزا للصحافيين: ان الفاتيكان لا تنوي رفع العلم قبيل الزيارة التي سيقوم بها البابا فرنسيس الى مقر المنظمة الدولية، لكنه لا يستبعد القيام بذلك في المستقبل. وكانت فلسطين اصبحت دولة مراقبة غير عضو في الامم المتحدة في 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2012. وقد اقر منحها هذا الوضع في تصويت تاريخي بـ138 صوتا مقابل تسعة اصوات وامتناع 41 آخرين عن التصويت في الجمعية العامة التي تضم 193 عضوا. وبعد الحصول على وضعها الجديد في الامم المتحدة انضمت دولة فلسطين الى وكالات المنظمة الدولية والى المحكمة الجنائية الدولية لكنها لا تتمتع حتى الآن بعضوية كاملة في المنظمة الدولية بالرغم من اعتراف اكثر من 130 دولة بها.