الجميع يعرف أن النفط هو المصدر شبه الأوحد في المملكة العربية السعودية. حتى أن بقية روافد الدخل تعتمد عليه فلو تأثر سلباً تأثرت سلباً هي كذلك. والبعض يعرف كذلك أننا نستهلك ثلث إنتاجنا للنفط في توليد الطاقة مما يعجل في نضوب مخزون النفط ويلوث البيئة لأننا نستخدم النفط الخام. واستهلاكنا للطاقة والنفط محلياً يزداد عاماً بعد عام لدرجة تهدد بأن نكون أكبر مستهلك لنفطنا، وأن نكون أكبر ملوث لبيئتنا. ولكننا ندرك أنه لا غنى عن الطاقة التي أصبحت عصب الحياة. فما هو البديل؟ تقرأ خبراً عن ألمانيا قد يحمل الحل. الخبر يقول: ألمانيا تنتج 22 غيغا فولت من الطاقة الشمسية أي مايعادل إنتاج 20 مفاعلاً نووياً. هذا في ألمانيا. فأين نحن من ذلك ونحن دولة الشمس؟! أعرف أن لدينا قرية شمسية ولم أعثر على معلومات كافية عن إنتاجها ومساهمته في الاستهلاك الوطني للطاقة. ولكنها قرية استهلاكية برغم قدم المشروع حيث تستورد الخلايا الشمسية ونركبها ثم نستبدلها بأخرى مصنعة في الخارج. إذاً لنتجاوز تجربتنا المحلية ونحاول أن نبدأ من حيث انتهى الآخرون. ليس فقط بتركيب الخلايا بل في هندستها وتصنيعها وتقنياتها وتطويرها. مثلاً هناك فكرة أن تحل خلايا الطاقة محل الطرق الأسفلتية والممرات في المدن والحدائق والمنازل بشكل يجعل توليد الطاقة يؤدي غرضين أو أكثر. وهناك إمكانية المزارع الشمسية التي لا تستهلك ماء ويمكن أن تحل محل المزارع المنتشرة في المملكة التي استهلكت مياهنا في زرع أعلافٍ لمواشٍ لا نحتاجها. كما يمكن للقطاع الخاص أن يسهم بمثل هذا المشروع الوطني. ولا بأس أن تبدأ بمدينة واحدة ثم تعمم التجربة لدى نجاحها بشرط أن يكون لأي شركة تبدأ في هذا المجال قسم للأبحاث والتطوير يوظف العقول الشابة لمزيد من التقدم في هذا المجال. المسألة تحتاج إلى قرار سيادي يدعم مثل هذه الخطوة بشراء ناتجها بقيمة تشجيعية، فهناك من لديهم الاستعداد لخوض التجربة لما فيه خير البلد. كثير من أحلامنا قابلة للتطبيق وكل ماتحتاجه هو قرار المسؤول ومشاركة المواطن لنرى أننا فعلاً بدأنا الخطوة الأولى. عندها سنستطيع أن نساهم في بناء نظام مماثل في الدول العربية وبقية دول العالم. وهناك ميزة للطاقة الشمسية تتمثل بأنها طاقة نظيفة متجددة غير نابضة. بقي أن نحدد المسؤول عن مثل هذا القرار ليبقى الكلام نظرياً. المسؤول الأول: معالي وزير الكهرباء. المسؤول المشارك: القطاع الخاص. هناك مجالات كثيرة للاستثمار في التكنولوجيا رأسمالها الرئيس هو المعرفة والعقول والإبداع سنعرض لبعضها مستقبلاً.