فيما دخلت مفاوضات جنيف المتعلقة بسورية يومها الخامس أمس، والتي تزامنت مع انسحاب القسم الأكبر من القوات الروسية، ما زالت الأوضاع على الأرض وبين أروقة المفاوضات توحي بصعوبات كبيرة تواجه الحل السياسي. فقد شن الطيران الحربي التابع لنظام الأسد غارات في أرياف حماة وحمص وحلب واللاذقية وإدلب، إضافة إلى مدينة الرقة، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين إلى جانب خسائر مادية. وقال ناشطون، إن طيران النظام أغار بالبراميل المتفجرة على بلدة كفر نبودة في ريف حماة الشمالي، وقرية دير فول بريف حمص الشمالي، مشيرين إلى قصف النظام بالمدفعية أحياء سكنية في مدينة تلبيسة وبلد تير معلة بريف حمص الشمالي. وأضافوا، طيران النظام قصف بلدة بزاعة في ريف حلب الشرقي "شمال البلاد"، مما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وجرح آخرين، كما استهدفت مدفعية النظام بلدة بداما في ريف إدلب. من جهتها، استعادت فصائل المعارضة المسلحة السيطرة على قريتي الطوقلي ودوديان في ريف حلب الشمالي، بعد مواجهات مع تنظيم داعش، فيما تبنى التنظيم في بيان مقتل خمسة جنود روس خلال معارك قرب مدينة تدمر الأثرية في محافظة حمص وسط سورية. احتجاجات خرجت أمس مظاهرات احتجاجية في أحياء مختلفة داخل مدينة حلب التي تسيطر عليها المعارضة السورية المسلحة. وطالب المتظاهرون الذين تجمهروا في الذكرى الخامسة للثورة السورية بإسقاط نظام الأسد، ونددوا بالفيدرالية أو أي شكل من أشكال الحكم التي تؤدي إلى تقسيم البلاد، كما طالبوا بالإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين كافة. كما خرجت مظاهرات بعد صلاة الجمعة أمس في عدة مناطق، منها مدينة دوما بريف دمشق إحياء للذكرى الخامسة لانطلاقة الثورة، وللاستمرار بالمطالبة بتنحي الأسد، كذلك خرجت مظاهرة حاشدة في بصرى الشام بمحافظة درعا جنوبي البلاد الانتقال السياسي التقي الموفد الدولي الخاص إلى سورية، أمس، ممثلين عن طرفي النزاع في جنيف في محاولة للتوصل إلى نقاط مشتركة حول مرحلة الانتقال السياسي التي دخل البحث في صلبها أول من أمس مع المعارضة. وذكرت عضوة الوفد المعارض بسمة قضماني، عقب اللقاء بـ"دي ميستورا"، أن المعارضة حريصة على التحرك بسرعة لتطبيق خطة الأمم المتحدة بشأن الانتقال السياسي في سورية خلال ستة أشهر. وأفادت قضماني بأن وفد المعارضة قدم مذكرة تفصيلية إلى المبعوث الأممي بشأن رؤية المعارضة للمرحلة الانتقالية وتشكيل هيئة انتقالية. من جانبها، قالت نائبة رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض وعضوة الوفد الاستشاري لمفاوضات جنيف، سميرة مسالمة، إن أبرز ما جاء في المذكرة هو انتقال السلطات التنفيذية إلى هيئة حكم انتقالية تضم جميع الأطياف، بما فيها النظام، باستثناء من تلطخت أيديهم بدماء السوريين. إلى ذلك، أعلنت العشرات من الفصائل المعارضة في سورية أمس رفضها "القاطع" للنظام الفيدرالي الذي أعلنه الأكراد أول من أمس، بمناطق سيطرتهم في الشمال، محذرين من أنها خطوة تهدف إلى "تقسيم" البلاد.