بصعوبة بالغة تأهل النصر لدور الستة عشر في مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين بعد فوز جاء عبر عنق الزجاجة على فريق الوحدة... ـ حتى وهو يبدأ المباراة بفريق كله من البدلاء لا أعتقد أن النصر كان بحاجة لتلك المعاناة كي يتجاوز الوحدة مع خالص احترامي لهذا الفريق العريق الذي أتمنى أن يلعب بقية مباريات دوري الدرجة الأولى بذات روحه التي لعب بها أمام النصر (ولو فعل) لعاد لدوري الأضواء دون عناء... ـ أعود للنصر وأقول أن معاناة النصر في ذلك المساء لم تكن لقوة المنافس ولا لرداءة بدلاء النصر بقدر ما كانت نتيجة (فوضى) فنية بطلها مدرب النصر دايسلفا... ـ لدى النصر عناصر أساسية وبديلة متميزة للغاية لكن هذه العناصر تشعرك في بعض المواقف أنها تلعب بفوقية وتعال دون احترام للفريق المنافس وكأن لاعبي النصر يشعرون بقدرتهم على حسم نتيجة أي مباراة يخوضونها وهذا شعور خاطئ قد يعصف بالفريق في مراحل حاسمة من المنافسات المحلية والخارجية.... ـ جميل أن يثق لاعبو النصر بقدراتهم الفنية لكن عليهم أن يوظفوها توظيفاً أمثل دون فوقية أو تهاون أو عدم احترام للمنافسين فهذه كرة قدم تمنح التفوق لمن يحترمها ولعل أحداث مباراة الوحدة دليل حي على ذلك... ـ أما صاحب الفوضى الفنية (دايسلفا) فما زلت عند رأي سبق وأن طرحته وهو عدم مقدرة هذا المدرب على توظيف اللاعبين التوظيف الأمثل وكذلك سوء إدارة المباراة من الخارج.... ـ بالنسبة لتدوير اللاعبين فالمدرب دايسلفا يدور بشكل جماعي يتجاوز 5 أو 6 لاعبين كما حدث في لقاء بونيودكور الأزوبكي بل وربما 11 لاعباً كما حدث في لقاء الوحدة، وهذا لا يمكن أن يحقق النتائج بسبب غياب التجانس والانسجام بين عناصر الفريق كمنظومة واحدة... ـ يضاف إلى ذلك أن لا فائدة من التدوير إذا كان المدرب سيعيد العناصر الأساسية للعب مرة أخرى كما حدث أمام الوحدة عندما شارك السهلاوي والفريدي والغامدي ولعبوا شوطين إضافيين وكأنما لعبوا مباراة كاملة وبالتالي لم يتحقق هدف التدوير المتمثل بإراحة العناصر الأساسية أو بعضهم... ـ ملاحظة أخرى تسجل ضد دايسلفا تتمثل في أن عودة لاعب غائب عن مشاركة الفريق الأول (كعنصر أساسي) منذ فترة طويلة (عباس والزيلعي على سبيل المثال) لا يمكن أن تأتي بهذا الشكل منذ بداية المباراة وبمباراة تقام بنظام خروج المغلوب... بل من المفترض أن تأتي مشاركة اللاعب بشكل تدريجي لأن اللاعبين بعيدين تماماً عن أجواء المباريات الرسمية التي تختلف تماماً عن أجواء التدريبات والمناورات اليومية.... ـ أمر فني أخر يساهم في ظهور النصر بمظهر الفريق غير المنظم فنياً (فوضى فنية) يتمثل في غياب الأدوار الموضحة والمحددة من قبل دايسلفا للاعبيه... ـ لا تشعر بتنظيم الفريق داخل الملعب ولا تعرف ما هي الأدوار المطلوبة مثلاً من فابيان أو يحيى الشهري أو بقية اللاعبين... هناك اجتهادات فردية تشوه أداء الفريق كثيراً... ـ حتى الأداء الهجومي المبالغ فيه من قبل دايسلفا لا يتم بطريقة منظمة تأتي بنتيجة إيجابية خلاف أنها (أي الطريقة الهجومية الإندفاعية) تتسبب في كشف الخطوط الخلفية للنصر وهو ما حدث للنصر في كل المباريات التي أشرف فيها دايسلفا على تدريب النصر... ـ حظوظ النصر قائمة (بل وقوية جداً) للمحافظة على لقب الدوري وتحقيق بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين والتأهل عن المجموعة آسيوياً بشرط أن يعيد المدرب دايسلفا النظر في آلية إدارته للمباريات ويعالج سريعاً (الفوضى) الفنية التي تعصف بأداء النصر وتحرمه الكثير من قوته...