×
محافظة المنطقة الشرقية

نمو الطلب الخليجي على الغذاء 50% خلال العقدين القادمين

صورة الخبر

لدي قناعة بأن عملية القراءة الجادة، عملية حوار وتفاعل متبادل مع الكاتب، وليست أمرا ووصاية يفرضها الكاتب على قارئه، بل الكاتب حينما يستخدم صيغ الأمر والأحكام المطلقة قد يضع سورا بينه وبين قارئه شبيها بسور الصين العظيم! سواء علم بذلك أم تجاهله مع علمه، ومن هنا قد لا يرى أحدهم الآخر، مرة ثانية بسبب لغة الوصاية المرتفعة من قبل الكاتب على قارئه. قرأت في الاثنين الماضي مقالا للزميل العزيز شلاش الضبعان بعنوان «عزيزي زائر المعرض لا تكن ألعوبة» في البداية العنوان صادم للقارئ وفيه نفس الوصاية عليه، و«لا» ناهية مشددة، مع لاءات ثلاث ضمنها المقال لا تقل تشديدا عن «لا» العنوان، بالإضافة إلى لاء مستترة وجهها للمرأة لا أعلم أين محلها من الإعراب..!. في -لائه الأولى- يقول «لا تشتر الكتاب بناء على الضجة الموجودة في مواقع التواصل الاجتماعي، فهناك من يدفع لمغردين، حتى يكتبوا عن كتابه الذي فاق التوقعات في المبيعات، وأن هذا الكتاب الفذ للمؤلف العبقري قد نفد أو من الممكن أن ينفد إن لم تلحق على نسختك من الكتب المكدسة تحت الطاولة»!. في البداية كيف حكم على أن جميع ما يتم تداوله من كتب عبر مواقع التواصل الاجتماعي غير صالحة للاستخدام الآدمي، لماذا صيغة التعميم هذه؟!، وما المقياس الذي استخدمه، وصدر عبارته بعد ذلك بلاء مغلظة، فهذه الكتب الجيد منها والسيئ أفكار، توضع بين يدي القارئ ليحكم رأيه فيها، فما اتفق معه قد لا يتفق مع غيره. يقول كتب «تحت الطاولة»، وهو يعلم أن جميعها مفسوحة من وزارة الثقافة والإعلام، وإن كان هناك ما هو «تحت الطاولة» فهو شاذ، والشاذ لا يقاس عليه. في -لائه الثانية- يقول «لا تشتر بناء على دار النشر، فهناك دور نشر تتاجر بقضايانا وبقاؤها مرهون بذلك.... الخ». ما هذه الدور (لاحظ ليس دارا) التي تتاجر بقضايانا وكيف سمحت لها وزارة الثقافة والإعلام، أن تعرض إصداراتها؟! أنا زرت المعرض أكثر من مرة ولم أجد هذه الدور التي تحدث عنها، وإن وجد إصدار هنا أو هناك، ما الذي يمنع أن يقدم الأخ شلاش قراءة نقدية عنه لتعم الفائدة، بدلا من إطلاق التعميمات، والإساءة لدور النشر الموضوعية في تناولها للشأن السعودي. وفي -لائه الثالثة- يقول «لا تشتر الكتاب بناء على عنوانه، بل تصفحه وانظر في المقدمة والمحتويات، وبعد ذلك انظر هل هو يناسبك أم لا؟» هذه الملاحظة جميلة لو لم يستخدم فيها اللغة المدرسية، إضافة إلى أن القارئ يكتشفها بنفسه مع أول كتاب يقرؤه، فليس بها جديد للقارئ المتمرس، ناهيك عن أن القراءة مشروع اكتشاف، دع القارئ يكتشف هذا العالم بطريقته، وبعد ذلك هو قادر أن يميز الغث من السمين. وحينما يأتي الحديث عن ما الذي يجب أن تعمله المرأة السعودية في معرض الكتاب، نجده يتحدث عن المرأة السعودية، قبل 50 سنة على أقل تقدير، فحديثه لا يمكن أن نعممه على المرأة السعودية اليوم، فحينما يقول مخاطبا المرأة السعودية «أتمنى أن تحرص على الرقي بفكرها وألا تبقى حبيسة كتب الطبخ والماكياج وبوح المشاعر» في البداية لا أجد عيبا أن تهتم المرأة بكتب الطبخ والماكياج وبوح المشاعر، ولكن المرأة السعودية لا تقف عند هذا، وهنا أذكره بتقرير نشره الزميل فهد سعود على موقع العربية نت عام 2009م تحدث فيه عن إنجازات المرأة السعودية وهذه نماذج من التقرير. غادة باعقيل حصلت على جائزة أفضل مشروع تجاري نسائي في العالم. نيل د. غادة المطيري أرفع جائزة عن البحث العلمي في الولايات المتحدة وترؤسها مركز أبحاث جامعة كاليفورنيا. نيل د. هويدا القثامي وسام الملك فيصل حيث تعد الاستشارية الأولى لجراحة القلب للأطفال في الشرق الأوسط والثانية عالميا. البروفيسورة إيمان هباس المطيري الاستاذة في علم «الجينات» تصل إلى مركز قيادي في شركة عالمية للأبحاث الحيوية في شيكاغو. اختيار د. فاتن خورشيد كعالمة متفوقة في بحوثها واختيار أحد اختراعاتها في المركز السادس من بين 600 اختراع عالم. ولو كان المقام يتسع لذكرنا باقي التقرير، فالمرأة السعودية ليست قاصرا حتى نعطيها دروسا في كيفية تنمية فكرها، فهي عضو مجلس الشورى والمجلس البلدي، والكاتبة في صحفنا والأديبة، وغيرها من النماذج المشرقة التي نعتز بها. وفي الختام ليكن تقليدنا «رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب».