كشفت مصادر في حزب المؤتمر الشعبي العام، عن اتصالات غير مباشرة، أجراها المخلوع صالح، مع قيادات منشقة في حزب المؤتمر الشعبي العام، التي انشقت عنه، تتواجد في العاصمة السعودية الرياض، للقيام بدور وساطة لإقناع القيادة السعودية بالموافقة على مقترحه بإجراء مفاوضات مباشرة معه، وما تبقى من جناح الحزب الذي يرأسه. وأشارت المصادر في تصريحات لـالخليج إلى أن الاتصالات التي أجراها صالح عبر وسطاء يرتبطون بعلاقات وطيدة مع قيادات حزب المؤتمر المنشقة، تضمنت طلب صالح التفاوض بشكل مباشر مع السعودية، واستعداده تقديم ضمانات بالالتزام بتنفيذ ما سيتم الاتفاق عليه من تسوية سياسية للأزمة اليمنية. وأكدت المصادر أن الرئيس السابق تراجع عن اشتراطه السابق بإشراك الحوثيين، كطرف في المفاوضات المباشرة مع السعودية المقترحة من قبله. وتسبب قيام جماعة الحوثي بمساعٍ تهدف إلى حث الرياض على الدخول في مفاوضات مباشرة، بتصعيد حدة الخلافات الطارئة بين قيادة الجماعة وصالح، الذي اعتبر، بحسب ما صرحت به مصادر مقربة منه لـالخليج، مبادرة جماعة الحوثي بإرسال ممثلين لهم إلى الرياض، بأنه تحرك منفرد يستهدف تقويض التحالف الناشئ بين الجماعة وحزب المؤتمر. في الأثناء، يجول وفد من حزب صالح في عواصم عدة دول، منها مسقط وعواصم غربية أخرى، بخصوص المفاوضات التي تسعى الأمم المتحدة إلى استئنافها لإنهاء الحرب في اليمن، فقد غادر الأمين العام المساعد لحزب مؤتمر صالح، ورئيس وفده إلى مشاورات جنيف، ياسر العواضي والقيادي المؤتمري يحيى دويد، الاثنين، صنعاء، في زيارة لثلاث دول أوروبية بعد عُمان. وحسب العواضي في منشور له على حسابه الشخصي بموقع تويتر، فإن الوفد سيقوم بزيارة عمل إلى ثلاث دول غربية، لكنه لم يسمها. ويأتي ذلك في وقت يتوارى المخلوع صالح خلف أنباء، غير مؤكدة، تحدثت عن مرضه، وغيابه عن وسائل الإعلام مؤخراً، تناولت تعرضه لوعكة صحية حادة ومفاجئة، ترتبت عن إصاباته البليغة خلال محاولة الاغتيال الفاشلة، التي تعرض لها في أكتوبر/تشرين الأول من العام 2012. وقالت أنباء سابقة إن المخلوع لم يتمكن من إجراء فحوص طبية دورية جراء الظروف الأمنية التي اضطرته للتواري لتجنب استهدافه من قبل طائرات التحالف العربي، منوهة إلى أنه يعاني أعراضاً مزمنة ترتبت عن إصابته في محاولة الاغتيال، كالصداع المتقطع والحاد وآلام حادة في أذنيه ورأسه، وأنه كان بحاجة لتدخل جراحي جديد لإخراج بعض الشظايا الصغيرة التي مازالت عالقة في جسده، بالرغم من إجرائه عدة عمليات جراحية في السعودية والولايات المتحدة قبيل تحالفه مع الحوثيين للانقلاب على الشرعية الدستورية. ولفتت مصادر في صنعاء إلى أن صالح لم يتمكن من استقدام طبيبه الخاص ويحمل الجنسية الألمانية من برلين، جراء الحظر الجوي المفروض من قوات التحالف على الأجواء اليمنية، وأنه استعان بطبيب محلي يعمل في مستشفى 48 التابع لقوات الحرس الجمهوري سابقاً، والذي شدد على أهمية التدخل الجراحي للتخفيف من حدة الآلام المبرحة التي تنتاب الأخير.