لماذا لا يسمعون.. لا يقرأون.. لماذا لا ينصتون إلا لأنفسهم! لديهم العقول والخبرات الوطنية، وعندهم الإمكانات، أمامهم تجربة أثبتت نجاحها من داخل منطقتهم خرجت من بيئة مماثلة لما يمتلكون يمكنهم محاكاتها وتأطيرها بما يتناسب واحتياجاتهم، بل أكثر من ذلك لديهم من يقول لهم هذه وصفتنا أمامكم استفيدوا منها وانهضوا بشعوبكم ومقدراتكم وأوطانكم. رسالة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، للأمة العربية تقول إن جزءاً كبيراً مما نصنعه في دولة الإمارات هو بناء نموذج ناجح للمنطقة تستطيع أي دولة أو شعب أن يتبناه.. نموذج من داخل المنطقة يصلح للتطبيق في المنطقة بكل تعقيداتها وتداخلاتها وتاريخها وإرثها الثقافي والسياسي والاجتماعي، نتمنى الاستفادة منه، وأبوابنا مفتوحة لإخواننا العرب للبناء عليه. في حواره الصريح مع نيوزوويك يؤكد سموه أن الأجيال العربية القادمة لن ترحمنا إذا لم نصنع لها أملاً ولم نهيئ لها مستقبلاً ولم نخلق لها أجواء وبيئة صالحة للاستثمار، فالشعوب قادرة على بناء نفسها وبناء أوطانها . .والحكومات وظيفتها الأساسية توفير البيئة الصالحة وليس التحكم بمن يحق له ومن لا يحق له استخدام هذه البنية ، اي ان تكون عونا لا فرعونا على شعوبها فلابد للحكومات أن تراجع دورها في منطقتنا، وأن تركز على تمكين شعوبها، وليس التمكن من شعوبها. ما ذهب إليه الشيخ محمد بن راشد لم يأتِ من فراغ أو من الأدبيات التنموية وكتب الاقتصاد، فهو خلاصة تجربة تتحدث عن نفسها على أرض الواقع، وتناقش في المحافل والمنتديات العالمية وتدرس في الجامعات، فدولة الإمارات نجحت وحققت ما حققته من إنجازات لأنها آمنت منذ تأسيسها بمقدراتها وقدرات أبنائها وبنت عليها وتخطت الصعاب وحققت معجزة تنموية في العالم العربي، وهي مستمرة لا تكل ولا تمل تسعى للجديد يومياً، فمعركتها الأساس هي تنموية حضارية لبناءالإنسان ورفعته وتقدمه وسعادته. عندما يتحدث سموه الى المنطقة العربية عن رؤيته ويستحضر التاريخ القريب والبعيد ويقرأ المستقبل فهو لأنه يتألم للحال التي وصلت إليها الأمة ولأنه مؤمن أن العرب كلهم في سفينة واحدة وأن الضرر الذي يَصْب إحدى دوله تصل مفاعيله إلى الدول الأخرى، فنهوض احدى الدول لا يخصها وحدها بل يفيد الجميع وانحدار احداها ايضا يضر بالجميع. لماذا التنمية في آخر الأوليات، لماذا الإنسان في ذيل قائمة بعض الحكومات العربية ومدركات الفساد بمختلف تسمياتها في أولها؟ المعادلة ليست صعبة ووصفة النجاح أيضا ، ابن ِبلدك واستفد من اقتصادك، وطور شعبك وحرره من قيود الفساد فتكون من الفائزين.. بل أول الفائزين أيضاً.