أوحى ارتفاع وتيرة الاشتباكات بين القوات الحكومية التونسية ومسلحين اصوليين في مدينة بن قردان القريبة من الحدود مع ليبيا أمس، بأن الارهابيين الذين ينتمون إلى تنظيم «داعش» قرروا خوض حرب مفتوحة مع السلطات، في ظل تقارير عزت الفوضى إلى عودة عدد كبير منهم من ليبيا إلى بلادهم. وأكد الناطق باسم الحكومة التونسية خالد شوكت إن غالبية الارهابيين الذين شاركوا في هجمات بن قردان، تونسيون وإن بعضهم تسلل من ليبيا المجاورة. وشدد على أن «الدولة التونسية لن تسقط ولن تسمح للإرهابيين بتنفيذ مخططاتهم فيها». وخلال ساعات ليل الثلثاء- الأربعاء، سجل مقتل 10 ارهابيين في عمليات لقوى الأمن وهجمات مضادة، ما رفع إلى 46، عدد الارهابيين الذين قضوا منذ الهجمات التي استهدفت منشآت أمنية في المدينة الاثنين الماضي. وذكر بيان مشترك لوزارتي الداخلية والدفاع التونسيتين أمس، أنه «تم القضاء على عنصر إرهابي آخر في منطقة العامرية القريبة من بن قردان بعدما تحصّن في أحد المنازل هناك». واستمرت العمليات العسكرية في بن قردان والمناطق المحيطة بها لتعقب الارهابيين الذين قدرت السلطات عددهم بحوالى خمسين، في حين أشارت مصادر ليبية إلى عودة عشرات من التونسيين إلى بلادهم منذ الضربة الأميركية على معقلهم في مدينة صبراتة الليبية في 19 شباط (فبراير) الماضي. وأفادت وزارة الداخلية التونسية أن الوحدات الأمنية والعسكرية تمكنت أمس، من «قتل إرهابيَين اثنين بعد اقتحامهما ورشة بناء في منطقة الربايع قرب بن قردان حيث استوليا على معدات، كما قُتل ارهابي آخر في عملية منفصلة. أتت تلك الأحداث بعد بيان رسمي ليل الثلثاء - الأربعاء، أفاد أن 6 إرهابيين سقطوا في منطقة بنيري التي تقع على بعد بضعة كيلومترات جنوب بن قردان. ودهمت قوات الأمن والجيش منزلاً احتمى فيه مسلحون وضبطت 4 رشاشات كلاشنيكوف وذخائر. وشددت السلطات التونسية على أن وحداتها الأمنية والعسكرية «تسيطر على الوضع تماماً ومشطت كل المنطقة وتطارد ما تبقى من عناصر المجموعة الإرهابية وتؤمّن مداخل المدينة والنقاط الحساسة فيها وكثفت الطلعات الجوية على الشريط الحدودي وأغلقت المعابر الحدودية مع ليبيا. ولا تزال العملية ضد المسلحين متواصلة في ظل حظر تجول ليلي في المدينة التي يسكنها 60 ألف شخص، ما يؤدي إلى نشوب اشتباكات متفرقة مع ارهابيين مختبئين في أوكار ومنازل مهجورة. في غضون ذلك، شارك آلاف المواطنين أمس، في جنازة جماعية لضحايا هجمات بن قردان من مدنيين وأمنيين وعسكريين وسط هتافات داعمة للجيش والأمن ومستنكرة للإرهاب. وشددت تونس إجراءاتها الأمنية على طول حدودها الجنوبية مع ليبيا، خصوصاً مع ورود تقارير تؤكد أن العناصر المسلحة التي نفذت هجمات داخل أراضيها تلقت تدريبات عسكرية في الأراضي الليبية وتحديداً في معسكر صبراتة الذي قصفه الجيش الأميركي أخيراً، قبل التسلل إلى تونس لتنفيذ هجماتهم. غير أن أصواتاً متزايدة في ليبيا تؤكد أنها عانت من انتشار الارهابيين التونسيين على أراضيها، وأن الدور الآن أتى على تونس بعدما أصبحت مخابئ «داعش» في ليبيا مكشوفة للأميركيين.