×
محافظة القصيم

بالفيديو.. حافلة معلمات تسير بسرعة 200 كم في ” #حائل”

صورة الخبر

لعلّ من الإفرازات المهمة للسنوات الأربع التي انقضت من عمر ما سمي «الربيع العربي» انتقال العلاقة الأميركية - الخليجــية من طور الاعتمادية والامتثالية إلى طـــور التبادلية والتحلي ببعض مظاهر النديّة. ظهر هذا في البحرين وعند استلام جماعة «الإخوان» السلطة في مصر، وظهر، خافتاً، في سورية إذ يصعب عزل التصعيد الأميركي الأخير ضد نظام بشار الأســـد عن تصعيد الدعم السعودي - التركي - القطري للمعارضة السورية وتحقيقها اختراقات نـــوعية. يدلّ، في هذه الأيام، على هذا التحوّل في طبيعة العلاقة الأميركية - الخليجية ومضمون التحالف بين الطـــرفين ما يمكن تسميته بـ «غياب التلهف» الخـــليجي للقمة الأميركية - الخليجية في كامب ديفيد، حيث كان تاريخياً شبـــيه هذا الحدث يُعدّ استثانياً ومحرّضاً علــى الامتنان والإيجابية والاطمئنان. اليوم نسمع من وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي كلاماً صريحاً ومباشراً بأنه إذا كانت النتائج التي ستتمخض عنها القمة هي مجرد تصريح عام أميركي عن التزام واشنطن أمن منطقة الخليج، أو مجرد الإفراج عن منظومة من منظومات الدفاع فإن هذا يعني، وفق الوزير، نتائج متواضعة أقل من المطمع والمطمح الخليجي. الخليج يخشى النتائج المتواضعة من القمة، ويعلن مطالبه واضحة شفافة أولها، وفق الوزير الإماراتي، صياغة إطار مؤسسي متفـق عليه بين دول التعاون وواشنطن يتـــرجم تفصيلياً عبارة «الالتزام الأميركي بأمن الخليج»، وثانياً التزام سياسي أميـــركي بالتعامل الواضح مع الإفرازات النـــاجمة عن الاتفاق النووي الإيـــراني، بحيـــث يضمن الخليج أن السياسة الإيـــرانية في المنطقة لن تكون أكثر تمدداً أو أقل احتراماً لجيرانها، وثالثاً إجراءات فنية تتعلق بجوانب المنظومات الدفاعية ومسائل التعاون العسكري الأخرى. دول الخليج، التي اتخذت، في شكل نوعي، خطوات ذاتية عدة لصون أمنها الــوطني، متوجسة من أن يكون ما ينتظرها في كامب ديفيد هو تسويق لفكرة أوباما عـــن «الانخراط الثنائي»: أي إبرام اتفاق مع إيران وإعلان أميركي فضفاض عن التزام واشنطن أمن حلفائها الخليجيين. وإذا كانت قد تسربت أنباء عن رغبة خليجية بإبرام معاهدة رسمية مع أميركا للدفاع عن دول «مجلس التعاون» ضد العدوان الخارجي، وأنّ واشنطن رفضت قبل أسابيع هذا المقترح، بحجة أن هذا الميثاق القانوني «غير واقعي» نظراً إلى المشكلات التي تواجه المصادقة عليه من «مجلس الشيوخ» وأنه «غير ضروري» بحسب المسؤولين الأميركيين، فإن هذا بقدر ما يعزز فكرة التوجس، بقدر ما يحرّض على مزيد من التصميم على التقدم أكثر فأكثر باتجاه العلاقة التبادلية بين واشنطن والخليج وبلورة سياسة الأمن الذاتي. * كاتب أردني