تقول حكمة قديمة : إذا كان الرجال هم الذين ينجبون الأطفال بدلا من النساء لكان الجنس البشري قد انقرض منذ وقت طويل. ويعزي ذلك إلى عدم تحمل الرجال للالم. والآن بات بإمكان الرجال في الصين أن يشعروا بآلام الولادة، حيث يقوم مستشفى بمدينة جينان بشرقي البلاد بوضع الرجال في جهاز محاكاة للولادة ليتعرفوا على ما تعانيه شريكات حياتهم من آلام وأوجاع أثناء الوضع. ويقوم الفنيون بالمستشفى باستخدام الجهاز لتحفيز عضلات البطن من خلال صدمات كهربية وجعلها تتقلص وفي نفس الوقت يشعر الرجل بالآلام التي تشعر بها الأمهات في مرحلة المخاض وأثناء الولادة. ومعظم الأشخاص الذين خضعوا لعملية المحاكاة هذه شركاء حياة لنساء حوامل. ويقول المستشفى انه سعى للتوضيح للرجال مدى ما تعانيه المرأة أثناء عملية الولادة وان يحترموا ما تشعر به المرأة من آلام. وقال متحدث باسم المستشفى إن هذا الحدث يهدف إلى توعية الرجال وحثهم على احترام النساء الحوامل مع تسليط الضوء على ما تعانيه المرأة طوال فترة الحمل التي تمتد لتسعة أشهر انتهاء بالولادة. وفي حين امتنع بعض الرجال الذين دفعتهم زوجاتهم دفعا لخوض التجربة عن الخضوع لها ، ابدي بعض آخر حماسا كبيرا لها. ومن هؤلاء زوج دفعه الفضول للخضوع للتجربة ويقول،: كانت شديدة الإيلام ولم احتملها إلا لدقائق فقط. وإذا استمرت لساعات ما كنت سأحتملها البتة." وفي مدينة نانشانغ بجنوب الصين تم يوم الأم ربط 20 رجلا في إلى الأجهزة المعقدة حيث عانوا فيها ما تعانيه المرأة أثناء الولادة، ونقل التلفزيون المحلى الحدث حيا على الهواء. واشتمل التحدي على عشرة مستويات من الألم وفقا لمقياس يتدرج من 50 إلى 500 . وقال احد المتطوعين،"كان الألم رهيبا"، بينما قال آخر "لم احتمل كثيرا. الآن فهمت لماذا كانت زوجتي تصرخ طالبة إعطاءها مسكنات الم أثناء الولادة." وتمكن الصيني زهاو نان من الصمود إلى نهاية التجربة محرزا 500 درجة، وعنها يقول،" أنا أب لثلاثة أطفال ورغبت في فهم كيفية تحمل زوجتي للألم أثناء الولادة. كان الألم رهيبا. وبعد هذه التجربة الرهيبة،ليس لدي إلا أن أعرب عن إعجابي العميق بجميع الأمهات." وفي حين استمرت التجربة لبضع دقائق إلا أن النساء قد يعانين من الألم لساعات ولربما أيام. وهذا ما يؤكد على عظمة الأمهات، على حد تعبير منظمي الحدث.