في أول رد فعل له على الأحداث التي شهدتها محاضرته في معرض الرياض الدولي للكتاب، وصف الأستاذ في جامعة الملك سعود الدكتور معجب الزهراني ما قام به محتسبون في نهاية الندوة، بأنه عبارة عن عنف لفظي، لافتا إلى أن بعضهم يريد أن يكون له حق إبداء الرأي واستعمال العصا، وهو ما نبه إلى خطورته قائلا إنه ليس في مصلحة أحد. وفي اتصال هاتفي مع "الوطن" وصف الزهراني هدف تواجد أمثال هؤلاء في المحاضرات "تخريب المشهد الثقافي حتى يتسنى لهم الاستحواذ على العقول"، غير أنه راهن على الوعي المجتمعي في صد هذه الفئة وعدم تمكينها من أهدافها. ونفى الأستاذ في جامعة الملك سعود أن يكون لحادثة أول من أمس أي تأثيرات على مشاركاته المستقبلية في معرض الكتاب الدولي أو أي مناشط ثقافية أخرى. وقال "لن أتردد في المشاركة في أي محفل ومعارض ثقافية"، مضيفا أنه لم يقدم أي شكوى لأي جهة مما حدث، وذلك على اعتبار أن للمثقف دورا مهما في إبداء الرأي واحترام اختلاف وجهات النظر، واستخدام الأسلوب الهادئ والمثقف وليس الإرهاب والصوت العالي، على حد قوله. وشرح الزهراني في حديثه إلى الصحيفة تفاصيل ما حدث، بقوله "عند الانتهاء من الندوة تعرضنا للهجوم كيف أننا ذكرنا أنه بعد 1400 سنة من التواجد الإسلامي في بلاد الرافدين يتم تهديم التماثيل، فاستفزهم الكلام وقالوا كيف لا تهدم الأصنام كما فعل الرسول الكريم عندما دخل إلى مكة وأبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام، وحاولنا أن نبين لهم أن هناك فرقا بين التماثيل والأصنام، وأن الثقافة الجمالية والحوار جزءان أساسيان مما تعلمناه، إلا أنه استفزهم الأمر فتعرضنا لهجوم كان عبارة عن عنف لفظي، وكان رجال الأمن متواجدين وتم إنهاء المشكلة". وبدا الزهراني مقتنعا بأن ما حدث من إرهاصات رافقت المحاضرة، ليس مسألة شخصية، وشدد على أن هؤلاء يمثلون خطرا على أنفسهم وعلى المجتمع، فيما دعا الدولة والمنابر الثقافية والاجتماعية والتربوية إلى أن تواجه هؤلاء الأشخاص، خصوصا خلال تواجدهم في أهم المعارض والمحافل الثقافية. وأضاف "لا بد من وجود قوانين تنظم العلاقة بينهم وبين المجتمع، فبعضهم يريد أن يكون له حق إبداء الرأي واستعمال العصا، وهذا نحذر منه فهو ليس في مصلحة أحد، فأنا كرجل أمضيت ربع قرن بين الجامعات ودرست في هذا البلد ولدي معلومات دينية لست بحاجة إلى مناصحة بالمعنى السليم لها، فاحترام اختلاف الرأي واجب دون أن نستخدم العنف الرمزي الذي هم يستخدمونه بإرهاب الآخرين باسم الدين والصوت العالي، فللأسف هم لا يقرؤون إلا في متن واحد، ولا يحبذون المناقشة ويحضرون الندوات ليس للاستفادة منها، وإنما لتخريب المشهد الثقافي حتى يستحوذوا على العقول".