×
محافظة المنطقة الشرقية

أنشيلوتي لـGoal: دوري الأبطال بطولة خاصة لإبراهيموفيتش

صورة الخبر

من المرحلة الثانوية التي أنهيتها في 1971 ميلاديه من القرن الماضي ما زلت أتذكر العم (عثمان) رحمة الله عليه حارس المدرسة أو ربما هو أكثر من بوّاب إذ يقوم في الواقع بمهمات عديدة. لم أر الرجل في يوم عابسا أو غاضبا أو سمعت صوته مرتفعا بل بشوشا رقيقا رفيقا بنا كأبناء له. يستقبلنا عند بوابة المدرسة وقت الدخول فاذا حان وقت الطابور الصباحي أقفل الباب من الداخل واستند عليه! لا يفتحه الا بأمر المدير أو الوكيل أو لطارئ أو طارق. لم أسأل نفسي آنذاك لماذا يُقفل الباب ومن الذي أمر بذلك؟ هكذا كانت حال العم "عثمان" المحبوب من الجميع رغم صرامته في رفض فتح الباب لأي طالب يريد الخروج. اليوم تم التشديد على بوابات مدارس البنات والبنين، وزاد عليها التعاقد مع شركات حراسة مدنية في بعض المدارس وخصوصا الأهلية حتى لتظن أن من بالداخل محكوم عليهم بالحبس وقت الدرس. في حوار تم بين الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو وجيل دلوز نُشر في كتاب "ما التنوير" من منشورات آفاق للنشر والتوزيع ط 2013م يرد دلوز على فوكو بقوله: ليس السجناء هم وحدهم فقط الذين يُعاملون كالأطفال، ولكن الأطفال كذلك يُعاملون كالسجناء. الأطفال يخضعون لطفولة ليست طفولتهم. بهذا المعنى فإن المدارس شبيهة بالسجون... الى آخر الحوار. الأطفال والمدارس والسجون الواردة في الحوار تعني أطفال ومدارس وسجون فرنسا، والحوار تم في بداية السبعينيات يعني في عز ازدهار الجمهورية الفرنسية فكيف يمكن وصف حال أطفالنا اليوم وحال مدارسنا ناهيك عن سجوننا؟ تذكّرت وأنا أقرأ ذلك الحوار العم "عثمان" وهو كالصخرة يسند بوابة ثانويتنا ومع هذا لم يمنع الزملاء هواة تسلّق الأسوار من القفز العالي وترك الحارس العتيد في غفوته الضحويّة. السؤال هل يتلهّف/ تتلهف أولادنا/ بناتنا للذهاب الى المدرسة صباح كل يوم، وكيف يرونها في أذهانهم خصوصا أول ما تقع عليه أنظارهم ذلك (الحارس) بعبوسه وشكوكه وجلافته؟ الجواب يتضح من خلال رؤية سَحنات صغارنا وهم يستعدون للمهمة اليومية غير السارة ولا الجاذبة. aalkeaid@hotmail.com لمراسلة الكاتب: aalkeaid@alriyadh.net