كنت أسمع عن الأعمال التطوعية في المملكة، لكنني لا ألقي لها بالاً، بحكم ارتباطاتي وعملي، لكن دارت الأيام ووجدت نفسي أمام فرصة عمل تطوعي خلال الإجازة الصيفية الحالية، وبالفعل لم أتردد في المشاركة من خلال الدوام اليومي في عملي التطوعي. تجربتي في العمل التطوعي الذي شاركت فيه واستمرت لمدة شهر ونصف الشهر فتحت عينيي على أشياء كثيرة منها. خدمة الوطن والمواطن، وتعلم الصبر والحكمة، والتعرف على بعض الأنظمة في بلادي، إضافة إلى أن العمل لوجه الله تعالى من دون أية مقابل مادي. تعلمت من العمل التطوعي أن خدمة الناس ودعاءهم لي بالتوفيق تعادل مئات الريالات، والوقوف مع المسنات ومساعدتهن تعني أشياء كثيرة كالتأمل في وضعهن، وكذلك مشاركتهن همومهن وتلمس حاجاتهن. بعد تلك التجربة التطوعية التي شاركت فيها، عرفت معنى السعادة على وجوه المتطوعين الذين يخدمون وطنهم بجهدهم ووقتهم. وندمت على عدم مشاركتي في أعمال تطوعية من قبل، لكنني أدعو الشباب والشابات في المملكة إلى خوض التجربة حتى يعرفوا معنى العمل التطوعي. العمل التطوعي درس من دروس الحياة، فلا يعرفه إلا من مارسه وعاش لحظاته، وأتمنى من المدارس في بلادي غرس مفهوم العمل التطوعي في نفوس الصغار، كتعويدهم على تنظيف مدارسهم، وتشجيعهم على تنظيف المساجد القريبة من منازلهم. لأن هذه البذرة ستكبر معهم، ونخلق مجتمعاً منتجاً وفعالاً يسهم في بناء وطنه ويخدم أبناءه، وكذلك نحتاج إلى مبادرات تطوعية من المؤسسات الحكومية والخاصة. bnoth1400@hotmail.com