×
محافظة المنطقة الشرقية

جنة دلمون المفقودة تحتفل بافتتاح الموسم التاسع رسميًا

صورة الخبر

اختلف نقاد وأدباء ومبدعون -خلال ندوة أدبية بالقاهرة- في تقويم الجائزة العالمية للرواية العربية التي باتت معروفة بـالبوكر، حيث رأى بعضهم أنها لم تضف جديدا إلى ساحة الإبداع الأدبي، بينما رأى آخرون أنها أوجدت حراكا روائيا طيبا، وساهمت في تنشيط الأدب العربي. وأثار الناقد حسام عقل جدلا ساخنا في الندوة التي نظمها ملتقى السرد العربي الدائم في القاهرة مساء السبت، بعنوان جائزة البوكر العربية في الميزان، بالتساؤل هل أصبح رأس المال متحكما في المشهد الثقافي العربي؟. وأضاف عقل -وهو المشرف العام على الملتقى- أن الجائزة ملف شائك يهرب منه النقاد، مع أن بعضهم يصب جام غضبه على الجائزة في الحجرات المغلقة، وإذا خرج للحديث أمام الكاميرات لا تجد إلا الثناء والمديح! وعن مدى كفاية المدة للحكم علميا على جائزة البوكر، يرى عقل أن تسع سنوات مدة كافية لتقييمها، ويقول إنها أسهمت في تنشيط الأدب الروائي العربي، وأثارت حراكا روائيا طيبا، وحققت لهذا الجنس الأدبي حظا من الحضور، وباتت رئة مهمة تتنفس بها الحركة الثقافية عموما. إبداع ونشر من جهته، قال الكاتب محمد السيد: لا نستطيع أن نقلل من قيمة البوكر العربية، ويجب أن لا نعترف بمقاييس النقاد المتخصصين فقط، إنما بتحريك الرواية لحس الشارع العربي، مشيرا إلى أن ثلاث روايات من بين الستة التي اختيرت في القائمة القصيرة للجائزة هذا العام تتكلم عن القضية الفلسطينية. وقد أعلن منظمو الجائزة الشهر الماضي عن القائمة القصيرة، وسيحصل المشرحون الستة فيها على عشرة آلاف دولار، كما يحصل الفائز بالجائزة على خمسين ألف دولار إضافية. وسيتم الإعلان عن الفائز يوم 26 أبريل/نيسان المقبل أثناء احتفال يقام في أبو ظبي قبل افتتاح معرضها الدولي للكتاب. وأكد السيد أن الجائزة التي تمولها هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة وتشرف عليها مؤسسة جائزة البوكر البريطانية، أظهرت لنا أدباء من الشباب، وفجرت طاقات الإبداع، وضخت دماء جديدة في الأدب الروائي العربي. وانتقد الروائي أحمد كفافي ما وصفه بـتكالب المتسابقين على الجائزة بسبب قيمتها المادية، وقال إن بعض الشعراء هجروا كتابة الشعر، واتجهوا إلى الرواية طمعا في الجائزة التي تمنح مع الأسف هي ومثيلاتها في العالم العربي لدور نشر تمتلك أذرعا إعلامية. ونبه كفافي في كلمته إلى أن البوكر العربية تسير على خطى البوكر الإنجليزية، في التركيز على قضايا سياسية بعينها، مثل ما سماه الإرهاب المسيحي في رواية عزازيل للكاتب المصري يوسف زيدان التي فازت بالجائزة عام 2009. من جهتها طالبت الروائية عبير عبد الله بأن تكون هناك جوائز مماثلة في الأجناس الأدبية الأخرى بخلاف الشعر والرواية، مثل القصة القصيرة والومضة والأقصوصة. قمار ونقد ورفض الشاعر عطية شواش اختزال جائزة البوكر في المحكمين، وفي غياب النقاد عن التحكيم، لافتا إلى أن كل مصطلحاتنا ونظرياتنا النقدية هي في الحقيقة مستوردة من الغرب، ونحن نقفز عن الناتج الثقافي للآخرين ونتباهى به، وهذه مسألة مؤلمة. ونبه شواش إلى أن البوكر تعني في الأساس القمار، وإبراز قضية الأقليات في الروايات هو ما يهدف إليه الغرب حتى يتحول الصراع إلى صراع عربي عربي، وعندما تفوز رواية عن الدروز (في إشارة إلى رواية دروز بلغراد للكاتب اللبناني ربيع جابر التي فازت بالجائزة عام 2012) أو الحرب اللبنانية الطائفية أو الأمازيغية؛ فهذا ناقوس خطر. وفي المقابل يرى الشاعر حمدي موسى -في حديث مع الجزيرة نت- أنه لا توجد جائزة أسهمت في أي تقدم ثقافي، لأن المثقفين الحقيقيين لا يزالون غائبين عن المشهد الثقافي العربي. وطالب موسى -وهو مؤسس صالون أرابيسك الثقافي- إدارة الجائزة بالابتعاد عن الآفات العربية المعروفة: الواسطة، والمحسوبية، ووضع الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب، وأن يقوم على الجوائز الأدبية العربية المبدعون الحقيقيون.