بقلم : إيهاب السيد كثير منا للأسف الشديد لا يعرف روح الاعتذار فقلما نسمع به في مجتمعاتنا رغم أن شريعتنا الغراء تؤكد على الاعتذار عند الخطأ والعمل على تصحيحه وإبعاد الضرر والأذى عن الآخر. من خلال إقامتي في اليابان للدراسة أكاد أسمع كلمة (جُميناساي) بشكل يومي والتي تعني باليابانيه «عفوًا أو معذرة» وقد تشعر بإحساس الاعتذار الصادق من الشخص المُعْتذر وهو ما أسميته بروح الاعتذار النابع من القلب وأحيانا يرافقه انحناء في الجسم وذلك لتبيان مدى صدق الاعتذار. ذات يوم إذا بالدكتور كيتاساكو يبدأ محاضرته متحدثا عن علوم الأسنان وآخر ما توصلوا إليه وبعد أن انتهى من موضوعه بدأنا كطلاب نناقشه فسألته بعض الأسئلة وقام بإجابتي ثم انتهينا وعدنا الى مكاتبنا ثم بدأت العمل على ورقتي البحثية وماهي إلا دقائق وإذا بشخص من خلفي يقول لو سمحت. هنا التفت إليه وإذا به الدكتور كيتاساكو فوقفت احترامًا له فقال لي أنا أعتذر عن الإجابه التي أوردتها كرد على سؤالك حيث تبين لي أنها غير صحيحة والصحيح هو كذا. في هذه اللحظة ولثوانٍ معدودات لم أنطق بشيء، حقيقة لم اعتد على مثل هذا الموقف بأن يعتذر الأستاذ لطالبه وأمام مرأى من الطلبة وأن يأتي من مكتبه من أجل ذلك ولكن حاولت أن أتدارك الموقف وأزيل التعجب من ملامحي وقلت له أنا أشكرك على محاضرتك والتي أستفدت منها الكثير وهنا أيقنت أن الاعتذار عند هذا الشعب لا يعني الضعف دائما بل هو من أحد معاني الشجاعة ونوع من الإحساس بالمسؤولية ويعزز الألفة بين الناس ويحمل في طياته معاني الاحترام. وبالرغم من اختلاف الأديان والثقافات إلا أن الأخلاق الحميدة هي عنصر ثابت، نحن في حاجة لزرع ثقافة روح الاعتذار في المجتمع وبالأخص في أبنائنا لإزالة الكراهية والحقد. فقد جاء في الوصية الموجزة من رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه: «ولا تكلم بكلام تعتذر منه غدًا» فالاعتذار هو من آداب الإسلام. نقلا عن المدينة