×
محافظة المنطقة الشرقية

دراسة لحماية 7 مشاريع إسكانية من مخاطر السيول

صورة الخبر

نكاد ننسى جمال السماء حين تتزيّن بالنجوم في ظلمة الليل التي حَرمَنا منها مصباح أديسون على الرغم من أنه أتاح لنا رؤية ما حولنا، ففي الظلام تستطيع بعينك المجردة مشاهدة ما يزيد على 2500 نجمة، بينما في الضوء لا تستطيع مشاهدة سوى عدد قليل جداً لا يتجاوز 500 نجمة. فإنارة الشوارع واللافتات الدعائية المضيئة والبنايات المشعة وأضواء السيارات كسرت ظُلمة الليل وأَرسلت جزيئات الضوء إلى الغلاف الجوي وكوّنت قبة ضوئية تقبع المدن تحتها وتحجب الظلام.. ما أخل بدورة الحياة الطبيعية وهذا ما يُعرف بالتلوّث الضوئي الذي يعد الأكثر ضرراً على كوكبنا من الملوّثات الأخرى، رغم عدم شهرته، فهو يقضي على نمط الحياة الطبيعي لدى الكائنات الحية، فالطيور المهاجرة التي كانت تستدل بالنجوم أضاعت طريقها ومات منها الآلاف، ولم تعد الخفافيش والثعالب تعرف متى يحل الليل لتخرج لاصطياد فريستها. ويفقد البشر توازنهم الهرموني، حيث اكتشف العلماء أن الإضاءة المستمرة بالليل تؤثر في الحالة النفسية والبدنية والذهنية للإنسان وتقلل من نسبة تجديد الخلايا، كما أنها أحد الأسباب الرئيسة للسمنة، وأكد ذلك بحث صادر عن جامعة أوهايو، فهي تخل بالساعة البيولوجية؛ ما يؤثر في مزاج الإنسان ونومه، ويقلل من إفراز هرمون الظلام الميلاتونين الذي يفرز في الظلام ويلعب دورا في مناعة الجسم قال تعالى: وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ ۖ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا. وفي بحث نُشر عام 2010 لجامعة كولورادو يثبت أن هناك منظفات كيماوية طبيعية تزيل الغازات والسموم من الجو ومع وجود الأضواء تقل هذه المواد، ما يزيد من نسبة إنتاج غاز الأوزون بمعدل 5 في المائة. من أجل ذلك كله أُنشئت جمعية السماء المظلمة الدولية في أمريكا مهمتها المحافظة على ظلمة الليل في بعض المناطق وإنشاء حدائق النجوم لحماية ظلمة الليل وإبقاء السماء على طبيعتها والمحافظة على دورة الحياة الطبيعية. واليوم توجد في العالم 12 حديقة للنجوم معترف بها دولياً، تسع منها في الولايات المتحدة ومنها واحدة في تكساس وأخرى في نيو مكسيكو. كما توجد حدائق للنجوم في اسكتلندا، واثنتان في هنجاريا، حيث يمكن للفلكيين والشعراء أيضاً الاستمتاع بتأمل النجوم وتعيش الحيوانات والنباتات فيها على طبيعتها. أما باقي العالم فقد حاولوا أن يصنعوا ليلهم بأيديهم بواسطة إطفاء الأنوار عن المباني الرئيسة والأماكن المشهورة والمنازل والمطاعم لمدة ساعة سُميت بــ ساعة الأرض، وبدأت الحملة من مدينة سيدني الأسترالية عام 2007، حيث أطفئت فيها الأنوار واستبدلت بالشموع وبعد نجاح الحملة ومشاركة 2.2 مليون شخص من سكان سيدني انضمت 400 مدينة إلى ساعة الأرض 2008، وكانت أول مشاركة عربية لمدينة دبي عام 2009 تبعتها الرياض عام 2010 واختاروا آخر سبت من آذار (مارس) كل عام الساعة الثامنة مساء لتبدأ فيه ساعة الأرض واليوم بلغ عدد الدول المشاركة أكثر من 150 دولة؛ سبعة آلاف مدينة. لنمنح كوكبنا وأنفسنا أكثر من ساعة في السنة نستعيد فيها حياتنا الطبيعية.