يبقى رجل الأعمال المصري أحمد عز أحد أكبر لغاريتمات الحياة الاقتصادية والسياسية في مصر، فقصة حياة صعود عز المولود في 12 يناير 1959، الذي عمل عازف درامز «طبلة» في إحدى الفرق الموسيقية التي ألفها الفنان حسين الإمام بأحد الملاهي الليلية في القاهرة تحمل مزيجا من الجدل والتساؤلات التي ليس لها إجابات! بعد أن تحول إلى رئيس أكبر شركات تنتج الحديد في العالم العربي. ويبدو أن «التطبيل» في الملاهي لم يستهوِ عز فقرر أن يتجه إلى لون آخر أكثر إيقاعا وأعظم ربحا، فالرجل الطموح الحاصل على شهادة الهندسة من جامعة القاهرة في منتصف ثمانينات القرن الماضي سافر إلى ألمانيا وسرعان ما عاد منها، قرر أن يبدأ حياته من القمة وليس من القاع كأي تاجر أو رجل أعمال، فأسس في أواخر الثمانينات مصانع للسيراميك والبورسلين، تلاها عدة مصانع لصناعة الحديد الصلب في مدينة العاشر من رمضان، ثم مدينة السادات، ثم محافظة السويس، حتى دخوله كمستثمر رئيسي في شركة للحديد والصلب بالإسكندرية عام 1999، إلى أن أضحى رئيسا لست شركات كبرى تتنوع نشاطاتها بين حديد التسليح والتجارة الخارجية والسيراميك، ويتربع منفردا على عرش «إمبراطورية الحديد». تزامن تصدر اسم عز لإنتاج الحديد حدوث أكبر قفزة في أسعار الصلب شهدتها مصر، إذ ارتفعت من 3000 جنيه للطن الواحد إلى 11 ألف جنيه؛ ما حدا بحركة «مواطنون ضد الغلاء» في العام 2010 إلى اعتباره عدو المستهلكين رقم واحد في مصر؛ لتلاعبه بقانون حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية، وقدرت حجم صافي أرباحه السنوية من تجارة الحديد بأكثر من 5.3 مليار جنيه سنويا. نجاح الأنشطة الاقتصادية لأحمد عز أهله للدخول في دهاليز السياسة ففاز في انتخابات مجلس الشعب عام 2000 عن دائرة منوف -السادات، وفي خمس سنوات اختير أمينا للعضوية وأمينا عاما لتنظيم الحزب الوطني وزعيما للأغلبية دفعة واحدة خلفا لوزير شؤون مجلسي الشعب والشورى وأقدم برلماني كمال الشاذلي. ولم تفلح السنوات التي قضاها خلف القضبان عقب 25 يناير 2011، أو الأحكام التي صدرت ضده أو الكفالة التي دفعها وقدرت بـ 250 مليون جنيه في إثنائه عن الترشح للانتخابات البرلمانية في 2015، إلا بعد صدور حكم من القضاء بعدم جواز ترشحه.