الهزة العنيفة التي تعرض لها نادي مانشستر سيتي بعد الاعلان عن إسم بيب جوارديولا مديرا فنيا للفريق الكروي بدءا من الموسم القادم، لا يمكن فصلها عن حالة نفسية تعامل معها لاعبو الفريق الانجليزي، لها من التأثيرات السلبية مالها على المدرب الحالي بلجريني، خاصة في ظل اسقاطات تلقائية يمكن أن تحدث على مستوى اي من اللاعبين، دون التركيز على قناعات احترافية، أو غيرها من تأثيرات الهواية، ذلك أن اللاعب الذي يجد من المساحات ما يمكن أن يبحث له من خلالها عن أعذار ومبررات، اذا ما أراد الدفاع عن التراجع والهبوط في مستواه، لا يمكن أن يتخلى أو يتجنب التطرق الى صورة واقعية، منحها له النادي وإدارته! لم يظهر السيتي ولاعبوه بتلك الحالة من التراجع وعدم الرغبة في اللحاق بالمقدمة، الا بعد واقع جديد بدأ يفرض نفسه على كل التفاصيل بداخل النادي، وربما نقول إن هناك من اللاعبين ما كانوا ينتظرون الفرصة للهروب من صرامة المدرب التشيلي، وأيضا ابعاد أنفسهم عن حالة من المساءلة، كانت حاضرة في أسابيع سابقة، ومن الصعب جدا، الاتفاق على نزاهة جميع اللاعبين ومستوى متقدم من الشفافية والتلقائية في التعامل مع الظروف المختلفة، ذلك أن فريق كرة القدم أو اي لعبة جماعية أخرى يظل مبنيا على مجموعة من الاعتبارات، ومن الهام هنا التأكيد على أن المستوى الذي كان عليه لاعبو الفريق ما قبل الاعلان عن رحيل بلجريني نهاية الموسم الحالي، لم يكن في نفس الصورة والواقع الذي يعيشه النادي الآن، مما يعني ضرورة التركيز على أن هنالك المزيد من التفاصيل والاتجاهات، من شأنها أن تصنع مسارا مختلفا في الناتج العام لأي فريق، في الوقت الذي يتجاهل البعض حقيقة، أن اللاعب بطبعه لا يبدي ذلك الاكتراث بالتحمل للمسؤولية ووضع نفسه في دائرة من المهام الأكبر والواجبات، في اللحظة التي يجد خلالها الفرصة متاحة لتجنيب نفسه أية آثار أو ضغوط، لا يقوى على تحملها.! في الحالة الأخيرة للنادي الانجليزي، وغيره من الأندية التي تتأثر بمثل تلك التداعيات، ايضا صورة أخرى للكيفية التي يمكن أن يدار بها النادي من الداخل، ومن الصعب جدا أن نقول إن السيتي يتمتع بواقعية واحترافية أكبر بكثير من الواقع الذي أظهره تراجع لاعبيه، وهناك من الصور والمؤشرات ما يكفي أن يقف الغالبية مع قناعة مفادها أن الصورة التي تخرج من النادي صغيرة كانت أو كبيرة، لا يمكن أن تبتعد عن قياس حقيقة مستوى إداري، ومجموعة من الضوابط والاجراءات.!