لم يعد سرًا الحديث عن تصدر البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم والسويسري جاني إنفانتينو الترشيحات في انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) المقررة اليوم الجمعة في زوريخ. وتخطف هذه الانتخابات أنظار العالم في جميع أنحاء الكرة الأرضية، وليس متابعي كرة القدم فقط، لأن هذه المنظمة الكروية الأهم وقعت على خط الزلازل منذ أشهر ولا تزال. وهناك ثلاثة مرشحين آخرين في الانتخابات هم الأردني الامير علي بن الحسين والفرنسي جيروم شامباني والجنوب أفريقي طوكيو سيكسويل. وينظر كثيرون إلى الانتخابات كنقطة انطلاق في درب الالف ميل لاستعادة هيبة الفيفا التي تلطخت كثيرًا بالفساد في أسوأ فضيحة في تاريخها الذي يمتد لأكثر من قرن من الزمن. ولكن الثقة بالفيفا تحتاج الى جهود جبارة على ما يبدو، خاصة بعد الاستطلاع الذي أجرته مجموعة الشفافية الدولية لمكافحة الفساد عشية الانتخابات. و تبدو موازين القوى لتوزيع أصوات الجمعية العمومية واضحة إلى حد ما مع إعلان معظم الاتحادات القارية توجهاتها لدعم مرشح معين وصبت معظمها إن لم يكن جميعهما في صالح الشيخ سلمان وإنفانتينو. وركز إنفانتينو كما سائر المرشحين على الاصلاح والشفافية وإعادة الهيبة إلى الفيفا، وذهب بعيدًا ايضا بإطلاق وعود بتقديم مساعدات مالية تصل الى 5 ملايين دولار لكل اتحاد في مدى أربع سنوات في حال انتخابه، ما عرضه إلى انتقادات من مرشحين آخرين منهم الشيخ سلمان. دعم آسيا وأفريقيا في المقابل، فإن الشيخ سلمان يحظى بدعم الاتحاد الآسيوي (46 صوتًا) الذي يرأسه منذ 2013، ونال أيضا دعم الاتحاد الأفريقي (54 صوتًا) ما يجعله ينطلق من أرضية صلبة من الأصوات. وكان الأمير علي (39 عاما) طالب بإقامة حجرة اقتراع شفافة خلال الانتخابات لضمان «الشفافية» لكن لجنة الانتخابات رفضت طلبه. وكان الأمير علي مدعومًا من الاتحاد الأوروبي في الانتخابات السابقة، لكن الأخير لديه مرشحه إنفانتينو هذه المرة. لا يملك الفرنسي جيروم شامباني مساعد امين عام الفيفا سابقا لاعوام والمقرب من بلاتر أو رجل الأعمال الجنوب أفريقي الذي سجن مع الزعيم نيلسون مانديلا بسبب التمييز العنصري، فرصا حقيقية للمنافسة في الانتخابات. وأغلب الظن ان أحدهما (قد يكون سيكسويل إن لم ينسحب قبل موعد التصويت) سيخرج من الجولة الأولى للتصويت حيث من المتوقع ان يكون مجموع أصواته كعدد أصابع اليد، على أن يحصد الفرنسي ضعف اصواته، ولكن ذلك لن يساعده بشيىء في الجولة الثانية. هل تتكرر غزوات الفجر؟ .. لا تزال تداعيات الانتخابات الماضية مستمرة حتى الآن، ويبدو أنها لن تتوقف قريبًا، حيث يتابع الجميع كل صباح إن كانت هناك اعتقالات جديدة لمسؤولين في الفيفا. فقبل يومين من التصويت في الانتخابات السابقة، وتحديدا في 27 مايو 2015، اقتحمت الشرطة السويسرية الفندق الرسمي للوفود واعتقلت بناء على طلب من القضاء الأمريكي مسؤولين بارزين أهمهم جيفري ويب من جزر كايمان الذي كان في حينها رئيسًا للكونكاكاف ونائبًا لرئيس الفيفا، كما وجهت التهم الى مسؤولين آخرين، وشركاء في شركات للتسويق الرياضي. طالب الاتحاد الاوروبي في حينها بتأجيل الانتخابات، لكنها أجريت وفاز فيها بلاتر، قبل أن يضطر الى وضع استقالته بتصرف الجمعية العمومية لانتخاب خلف له. وأغارت الشرطة السويسرية ثانية على فندق الوفود في 26 اكتوبر 2015 قبيل اجتماع اللجنة التنفيذية لاعتماد الإصلاحات، واعتقلت عددًا آخر من المسؤولين أيضا. وقد وصل عدد الاشخاص المعتقلين او المتهمين بالفساد وتبييض الاموال من ضمن مسلسل فضائح الفيفا الى 39 شخصا، وقد سلم العديد منهم الى الولايات المتحدة.