تترقب الدول المعنية بالأزمة السورية اليومين القادمين لاختبار صمود الهدنة التي دعمتها الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وأيدتها الدول الإقليمية وأطراف الصراع السوري. إلا أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أبدى أمس (الأربعاء) حذرا بشأن خطة لوقف الأعمال القتالية في سورية، وتأمل الأمم المتحدة أن يوفر الوقف المقرر للمعارك متنفسا لاستئناف محادثات السلام السورية. وقال أوباما إنه إذا تحقق بعض التقدم في سورية فإن هذا سيقود إلى عملية سياسية لإنهاء الحرب الأهلية المستمرة منذ خمسة أعوام هناك. ورغم أن مسؤولين أمريكيين أثاروا تساؤلات بشأن التحول السياسي في دمشق، فإن الرئيس بشار الأسد الذي تدعمه موسكو لا يبدي أي مؤشرات على أنه سيتنحى. من جهتها، قبلت الحكومة السورية اتفاق وقف الأعمال القتالية. وقال الكرملين إن الأسد أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداد حكومته للمساعدة في تطبيق الاتفاق. وقالت وسائل إعلام حكومية روسية إن توسط روسيا في اتفاقية وقف إطلاق النار هو مؤشر على أهمية موسكو على الساحة الدولية، وإنها نجحت في تحدي الجهود التي قادتها الولايات المتحدة لعزلها بسبب الأزمة الأوكرانية. أما على الجانب التركي، فقد قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه يخشى ألا تحقق خطة وقف إطلاق النار شيئا سوى مساعدة الأسد. وقال أردوغان في كلمة بثها التلفزيون «إذا كان هذا وقفا لإطلاق النار يرجع القرار فيه لروسيا التي هاجمت بشكل وحشي المعارضة المعتدلة وتحالفت مع الأسد بحجة محاربة داعش، فإننا نخشى بأن اللهب الذي يستعر حول الأبرياء لن يخمد». من جهتها، أعلنت الهيئة العليا للمفاوضات التزامها بـ«هدنة مؤقتة لمدة أسبوعين» تعليقا على الاتفاق الأمريكي الروسي الذي نص على وقف لإطلاق النار في سورية. وجاء في بيان الهيئة بعد اجتماع عقدته في الرياض «ترى الهيئة أن هدنة موقتة لمدة أسبوعين تشكل فرصة للتحقق من مدى جدية الطرف الآخر بالالتزام ببنود الاتفاقية».