×
محافظة المنطقة الشرقية

إخلاء ٢٩٦ نزيلًا بعد حريق فندق المسفلة بمكة

صورة الخبر

بعد أحداث 11 سبتمبر، بدأت تدق نواقيس الخطر لدينا بعد أن استيقظنا على حقيقة أن بعض من نفذوا الأعمال الإرهابية في ذلك اليوم هم من أبناء هذا الوطن. ومع ذلك لم يستوعب البعض منا بشكل كامل حقيقة الخطر الذي يمثله هؤلاء الشباب لوطنهم وإمكانية استهدافهم له، لكون أن تلك الأعمال الإرهابية حدثت خارج المملكة. ولكن ما أن توالت الأحداث الإرهابية في السعودية بعد ذلك،سواء من استهداف مبانٍ حكومية ومجمعات سكنية وغيرها، حتى استوعب المجتمع حقيقة تغلغل التطرف وانتشاره في المجتمع، بعد أن غفلنا عنه لفترة طويلة. ولمواجهة هذا الخطر، فقد قامت المملكة باتخاذ خطوات فعلية للحد منه، منها: ملاحقة والقبض على العديد من الإرهابيين وعدم التساهل معهم وتقديمهم للمحاكمة، واستحداث برنامج المناصحة لثني أصحاب الفكر المتطرف عن أفكارهم المتطرفة، بالإضافة إلى إدخال تعديلات على المناهج الدراسية، والاستغناء عن العديد من خطباء المساجد من أصحاب الفكر المتطرف، وغير ذلك من الخطوات. ولكن رغم ما قمنا به خلال العشر سنوات الماضية أو أكثر لمحاربة الفكر المتطرف، إلا أن الجيل الجديد من الشباب مازال غير محصّن منه. وقد ظهر ذلك جلياً بعد دخول الجماعات المتطرفة إلى سوريا، والتي أهمها تنظيم ما يسمى الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، التي أعلنت الخلافة الإسلامية مؤخراً ومبايعة أبي بكر البغدادي خليفة للمسلمين !!، حيث انضم العديد من الشباب السعودي صغار السن لهذا التنظيم المتطرف، وغيره من التنظيمات. والملفت أن العديد من الشباب السعودي الملتحق بالتنظيمات الإرهابية، مثل (داعش) أو المتعاطفين معهم هو من الشباب المتعلم، والبعض منهم مبتعث خارجياً في أمريكا وأوروبا وغيرها، ومنهم أيضاً الموظف والمقتدر مادياً ، وليس فقط من الطبقة الفقيرة المعدومة غير المتعلمة، كما كان سائداً في الماضي. علينا أن نقر بأن ما قمنا به خلال أكثر من عشر سنوات من حلول تقليدية لاجتثاث آفة التطرف من جذورها في مجتمعنا، مثل برنامج المناصحة، والذي خرج منه العديد من المتطرفين وانضم بعضهم مرة أخرى لجماعات إرهابية خارج المملكة، أو إلقاء خطبة من داعية أو حذف بعض العبارات من كتب الدين المدرسية، كلها لم تجدِ مع الشباب المتطرف أو تحصين الشباب غير المتطرف من التطرف، والدليل هو انضمام هذه الأعداد من الشباب صغار السن للتنظيمات الإرهابية. إذن ما نحتاج إليه هو حلول أخرى علمية للقضاء على ظاهرة التطرف،ويمكن أن نبدأ بإعداد دراسة مكثفة جديدة من جهات علمية متخصصة عن أسباب التطرف والحلول الناجعة للقضاء عليه، والشروع في تطبيق هذه الحلول خلال السنوات القادمة، حتى لو أغضب ذلك البعض، على أمل أن يخرج جيل جديد من الشباب محصناً من التطرف، حتى لا نستمر في تطبيق الحلول الموجودة حالياً، والتي لم نستفد منها بالشكل المأمول. q.metawea@maklawfirm.net