كلما تأملت في ما يطرح ويقال في الصحافة العربية أو الفضائيات تجاه ما يحصل في سوريا تدرك أننا العرب مصابون بالزهايمر السياسي أو عمى الألوان. أمس كنت أقرأ بعض الكتابات في الصحافة المحلية عن الرئيس «المتردد» وهو الوصف الجديد الذي أطلقناه على «أوباما». نحن العرب كجحا وحماره تماما في التعامل مع الأحداث السياسية. عندما شن الرئيس «بوش» الصغير الحرب على العراق وأسقط نظام البعث قامت القيامة العربية وشنوا عليه حربا لا هوادة فيها ووصفوه بأنه رئيس متهور ومجنون. عندما تريث الرئيس الحالي «أوباما» بعد تجارب مريرة مع هذه الأقوام وظل يحسب خطواته وصفوه بالرئيس المتردد والمتخاذل. هنا حزب بعث وهناك حزب بعث هنا اتهام بالكيماوي وهناك اتهام بالكيماوي هناك طوائف وجماعات وهنا طوائف وجماعات. دخل الغرب في 15 حربا خلال عقدين من الزمن، 13 منها في ديار العرب والمسلمين، بماذا خرجوا منها ؟ ماذا حصل في ليبيا عندما تدخل الغرب لتحويل مسار المعركة لصالح الشعب الليبي، كان سفراؤهم أول من استهدف هناك وكل الأحزاب التي تفوز هي الأحزاب المعادية لهم. عندما تم تحرير العراق من براثن حزب البعث وخسر الأمريكان أكثر من 3 تريليونات دولار هرولت الأحزاب الطائفية الحاكمة إلى إيران وسقطت في أحضانها وكانت أمريكا هي الخاسر الأكبر. ماذا حصل في تونس أو مصر بعد الاستحقاق الديمقراطي الذي صفق له الغرب طويلا ؟ نحن العرب لا نتخيل تفكير الطرف الثاني، وكثيرا ما نضع عقولنا في مكان عقولهم لنطلب منهم التفكير من خلالها، وإلا فهم مترددون أو متخاذلون إن لم يكن متآمرين. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ،636250 موبايلي، 737701 زين تبدأ بالرمز 161 مسافة ثم الرسالة