×
محافظة المدينة المنورة

تدشين 4 مراكز صحية جديدة بالمدينة المنورة

صورة الخبر

الحياة ليست أكثر من ناتج لمعادلة الخيارات المتخذة خلالها، لذلك يقف رسام ساعات محتاراً أمام خيارات واسعة من «الريش» مدركاً أن كل خيار جزء من الصورة النهائية لتحفته الفنية، الأدوات أسلحة العاملين، لذلك تقع الملامة في نهاية مشروع فاشل على مالك قرار الانتدابات. وفي كرة القدم يقع المدربون غالباً ضحية خياراتهم الفنية، أو في التجربة السعودية ضحية قبولهم منصباً مجرداً من حق الاختيار، في الهلال اختلف المشهد فلم يلق قرار المدير الفني السعودي للفريق سامي الجابر التعاقد مع هداف نادي الشباب السابق ناصر الشمراني التأييد الكامل جماهيرياً، فتباينت الآراء، وانقسم المدرج على رغم أن الأغلبية طالبت بحسم الصفقة، وهو ما كان. الجابر تخلى عن كل الرهانات المحلية في ذلك التوقيت، ولم يدخل في خضم النقاشات الطويلة حول البدائل المتاحة، تولى أمر مفاوضة رئيس نادي الشباب خالد البلطان في شكل مباشر وطرق الأبواب الرسمية مستغلاً تأكيد الرئيس الشبابي نيتهم الاستغناء عن اللاعب فحسم قصة الانتقال، غير آبه بالمقابل المادي الضخم الذي تكبدته خزانة ناديه. اليوم تتجلى قيمة الرهان «الجابري» فسامي الذي راهن على البرازيلي تياغو نيفيز حارب بالضراوة ذاتها للظفر بخدمات الشمراني، واليوم يتنافس اللاعبان على صدارة الهدافين. من المجحف تصنيف الشمراني في قائمة اللاعبين الأبرز على صعيد المهارات الفردية، لكنه بالتأكيد يثبت نفسه في كل فرصة رقماً تهديفياً صعباً، تصدره قائمة الهدافين أربع مرات يقول ذلك، لكن جانباً آخر أكثر وضوحاً يصرخ به حضور المهاجم الأسمر، فهوس الفوز الدائم لا يفارقه. في ملعب كرة قدم يتقاسمه الأطفال يمكنك تمييز أبطال المستقبل من غيرهم، فكرة الهزيمة حس يبدأ في مراحل الطفولة، ليقود صاحبه إلى رفض أية خسارة حتى لو كانت سطحية، أولئك يكبرون في الغالب ليتحولوا إلى نجوم، ما لم تكسر هزائم الحياة تلك الروح، يبدو أن الشمراني كان في طفولته أحدهم، فكبر من دون أن يتخلى عن تلك الروح ليمتاز اليوم على سواه. حين حل الهلال ضيفاً ثقيلاً على العروبة وبعد أن تأخر بهدفين نظيفين قلص الشمراني الفارق في أقل من دقيقة، فسحب الكرة من الشباك وأعادها إلى منتصف الملعب صارخاً مطالباً زملاءه بالعودة إلى المباراة قبل أن يعيدهم بهدف ثان. وأمس الأول حين تأخر فريقه أمام ضيفه الفيصلي بهدف تفاعل مع اهتزاز شباك فريقه فصرخ بغضب يكشف عن روح الكاره للخسارة، وعاد بعدها بدقائق ليمنح فريقه ركلة جزاء قبل أن يحولها إلى هدف تعديل، فعل ذلك أيضاً في لقاء الأهلي في الدور الأول. «الزلزال» الأزرق يثبت قيمة الخيارات الفنية ويكشف عن صحة قرار مدرب الفريق، الذي خالف جزءاً من جماهير ناديه وأصر على كسب خدمات الشمراني، ليتحول وفي شكل سريع إلى جابر عثرات جديد بقيادة سابقه.