أعلن محامو رئيس الوزراء الايطالي السابق سيلفيو بيرلوسكوني أنّهم بدأوا إعداد وثائق لطلب إحالة موكّلهم إلى «أداء خدمات عامة ضرورية اجتماعياً» لسنة، بدل إخضاعه لإقامة جبرية، في حال تأييد مجلس الشيوخ قراراً أصدرته لجنة الحصانة والعضوية في البرلمان، بإسقاط عضويته في المجلس. وقال البروفيسور فرانكو كوبّي، رئيس هيئة الدفاع عن بيرلوسكوني: «على رغم الظلم الذي لحق بموكّلنا عبر هذا القرار، وأن مجلس الشيوخ لم يُصادق بعد على قرار اللجنة المختصة، نرغب في أن نكون مستعدين لجميع الاحتمالات وعدم الانتظار حتى اللحظة الأخيرة». واذا صادق مجلس الشيوخ الاسبوع المقبل، على قرار اسقاط العضوية، قد يُسجن بيرلوسكوني سنة واحدة فقط، اذ نال إعفاءً على ثلاث من السنوات الأربع التي صادقت محكمة النقض على حبسه بها، استناداً الى قانون عفو عام كان بيرلوسكوني عمل على اصداره، ضمن قوانين أُقرت خلال عهده، وعُرفت بـ «القوانين المُشخصنة» التي تنفعه هو في شكل خاص، لتخليصه من براثن القضاء. وفي حال اسقاط العضوية عنه، سيُحال بيرلوسكوني الى مرفق لخدمات اجتماعية في روما، وهذا ما يسعى محاموه الى نيله، لأن البديل سيكون إخضاعه لإقامة جبرية في منزله وسط العاصمة، ما سيعرقل أدائه دوراً فاعلاً في الحملة الانتخابية المقبلة، لأن حركته واتصالاته بالخارج ستكون محدودة ولن يكون بمقدوره حتى لقاء ذويه، من دون موافقة من القضاء. وشهدت الساعات الماضية اصطفافاً جديداً حول بيرلوسكوني من جميع نواب حزبه وقادته، ورأباً للصدع الذي اصاب حزبه بعد معارضة وزرائه قراره اسقاط حكومة إنريكو ليتّا الاسبوع الماضي. وانبرت قيادة حزب «إيطاليا إلى الأمام»، للدفاع عن زعيمها واعتبار قرار لجنة الحصانة «ظلماً كبيراً». وشهدت الساعات الأخيرة تجاذباً حاداً بين قادة الحزب وزعامات الحزب الديموقراطي ومعارضين آخرين لبيرلوسكوني، في شأن اسلوب تصويت مجلس الشيوخ على قرار لجنة الحصانة. ففيما يُطالب الحزب الديموقراطي وحركة «5 نجوم» التي يقودها الكوميدي السابق بيبّي غريلّو، بتصويت علني، يفضّل حزب بيرلوسكوني و «رابطة الشمال» الانفصالية تصويتاً سرّياً. والخلاف سببه تمترس نواب يُسمّون «قنّاصة» وراء سرّية التصويت، للتصويت عكس توجّهات احزابهم. ويعوّل بيرلوسكوني على موقف سيناتورات من الحزب الديموقراطي وحركة غريلّلو، في التصويت ضد اسقاط عضويته من المجلس، ما سيحول دون تطبيق قرار محكمة النقض ضدّه. ونبّهت حركة «5 نجوم» الى أن «حوالى 40 من سيناتورات الحزب الديموقراطي، سيصوّتون ضد اسقاط عضوية بيرلوسكوني، في حال التصويت السرّي».