كنت من المتفائلين بالهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، وأنها قادرة على مكافحة الفساد المالي والإداري المتفشي في العديد من المؤسسات الخدمية، الذي أراه العائق الرئيس، وربما الوحيد الذي يقف في طريق عجلة التنمية، التي لم تواكب ما يُـصرف سنوياً من ميزانيات كبيرة جداً، ولم تحقق الطموحات! كنت أتوقع أن الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نَـزاهَـة) بما تملكه من صلاحيات مطلقة -حسب الإعلان عنها-، ستُـعْـلِـن كل يوم عن الإطاحة برأس من هوامير الفساد (إياهم) الذين يمتصون خيرات الوطن وحقوق المواطن، وتستردّ منهم ما سلبوه من المال العام! كنت أعتقد أنّ (نـزاهَـة)، ستصنع وتفرض أنظمة وقوانين تمنع الفساد بشتى صـوره وأشكاله ووسائله! وفي بدايات تكوينها كنت متحمساً لها، مؤمناً بقدرتها ورسالتها، وزاد من تفاؤلي حينها اتصالٌ تلقيته من رئيسها (الأستاذ محمد الشريف)، أذكر في نهايته أني طالبته بالإفادة من تجارب الدول في هذا المجال، وأن يبدؤوا من حيث انتهى الآخرون!! ولكن بعد مضي عامين تقريباً على انطلاقة (نزاهة)، أراها قد نسيت أو تناست دورها، وتاهت في غياهب التنظير بالمؤتمرات والندوات والزيارات الإعلامية للوزارات والمؤسسات الحكومية، والأمسيات الثقافية، وكذا العِـبَـرَات الإرشادية (مَـدفوعة الثّـمَــن) التي لا تُـسمن ولا تغني من جوع، ولا تمنع لِـصّـاً من (الـسّـرقة)، ولا تجبر فاسِـداً على التوبة!! أيضاً (العزيزة نَـزَاهَــة) أهدرت جهودها بكَـشْـف المكشوف من نماذج الفَـساد كالمشاريع المتعثرة، وأيضاً بقضايا الهَـامش، والمُـلاسنات الإعلامية حولها؛ ولعل آخرها قضيتها مع الجوازات حول (الـزّحَـام عند الـجسر المؤدي للبحرين)؛ فهل أُنشئت (نزاهة) لمتابعة أوضاع المسافرين للبحرين في الإجازات؟! وأخيراً ما زال الأمل كبيراً في الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، لكن على القائمين عليها أن يركزوا جهودهم على الهَـدف الأسمى وهو (محاربة الفَـسَـاد الإداري والمالي)، وعلى الأخير تحديداً لأن الأول وسيلة له؛ فهل نرى قريباً نزاهَـة وهي تُـبَـشّـر الوطن والمواطنين بالقبض على أحد هَــوامير الفَـسَــاد إياهم؟! (فضلاً، قولوا: يا رب). aaljamili@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain