×
محافظة المنطقة الشرقية

تدشين أول مصنع في صناعية الأحساء الثانية

صورة الخبر

كنت قد كتبت عدة مقالات عن الدور المتنوع والمتعدد لخطيب الجمعة اليوم والآثار والنتائج الشرعية والفكرية والاجتماعية والأمنية المترتبة على خطبة الجمعة التي يرتادها الناس اليوم ديانة لله عز وجل. والحضور الكثيف للجوامع بل والحرص على سماع الخطبة والالتزام الشرعي بالاستماع لخطبة الجمعة جميع ذلك يؤكد أهمية العناية بها مضمونا وإلقاء وموضوعا. ولا شك أن وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد أمام تحد ليس سهلا أبدا. بدءا من أعداد الجوامع وكثرتها واتساع رقعة المملكة العربية السعودية والصعوبة التي تواجه صعوبة الإلمام والمتابعة لجميع تلكم الجوامع. إضافة إلى الكفاءات الشرعية التي يحسن بها تحمل المسؤولية في الإمامة والخطابة. وهناك تحد آخر وهو أن كثيرا من تلك الجوامع غالب من يصعد إليها في الخطابة وينتظم في الإمامة هم من الشباب إما طلابا يدرسون في الجامعات أو حديثي العلم والتخرج ومن ثم فقد يغشاه سورة الشباب وحماسهم في غير الموضع اللازم إلا البعض ممن وهبه الله الرشد في القول والعمل. كما أن هناك بعض الجوامع التي نهض بها فاعلو الخير ممن يقومون على تلك المساجد التي قاموا ببنائها فقد يختارون هم الإمام والخطيب ويقدمون له المكافأة اللازمة. وهذا في اعتقادي سببه بطء الوزارة في التعيين والذي تعزوه الوزارة إلى شح الوظائف وقلتها مما يستدعي وجود قائمة طويلة في الانتظار لنشاهد وزارة المالية مع الأسف تقف غير مكترثة بهذا الخلل الذي تتحمله هي. هذه الهموم العديدة ذكرتها ليتسنى للأخ القارئ توصيف المشهد العام للخطيب والإمام خصوصا في ظل التجاوزات الكثيرة التي تصدر من بعض الأئمة والخطباء في تناول المواضيع أو عدم التجاوب مع التعليمات والتوجيهات الصادرة بشأن الخطب وضعف العلاقة الوطيدة بين الإمام والوزارة. المؤكد أن الأعداد تتزايد والجوامع تكثر وتكبر والمسؤولية تزداد صعوبة إضافة إلى عدم نجاح فكرة المراقبين التي تحدثت عنها في مقال سابق. ومن هنا أقترح مشروعا هاما أحسب من الضروري أن تشرع الوزارة فيه على مدى السنوات القادمة. وإلا سوف يصعب الأمر كثيرا وتقسو معالجته. في نظري أن التواصل الدائم مع الخطيب والإمام شبه معدوم للأسباب التي ذكرت طرفا منها في مطلع المقال. ومن هنا يتعين البحث عن آلية تقنية حديثة للتواصل وهو ما يحسنه كثير من الأئمة والخطباء الذين أشرت إلى أنهم غالبيتهم من الشباب. ويدركون ويحسنون كذلك التعامل مع التقنية ووسائل التواصل الإلكتروني مثل البريد الإلكتروني وغيره. وعليه فإن على الوزارة أن تسرع بتقديم جهاز كمبيوتر محمول لكل خطيب على الأقل تحت مسمى مشروع «تواصل مع الخطيب» وغالبية هؤلاء الخطباء لديهم القدرة على العمل والتواصل عبر تلك الوسائل مع الإمام والخطيب وهو ما مارسته كثير من الجهات وأظهر نجاحه. والتجربة في ذلك لدى الجهات الحكومية للتعامل مع الموظفين والمسؤولين العاملين منها عبر تلك الوسائل مما يسهل عبر ذلك تقديم المقترحات وإبداء المرئيات وإرسال التعليمات للخطيب أو المواضيع التي يحسن طرقها. إنه بمعنى أوضح وأدق وسيلة تواصل مع الخطيب والجهة المنظمة المسؤولة وهي الوزارة كما أن هذه الوسيلة سوف تتيح مزيدا من الشفافية والقرب بين الطرفين بعيدا عن الأدوات والوسطاء مثل المراقبين وغيرهم والذين قد لا ينقلون الصورة بالشكل الأمثل والأصلح. وفي نظري إن البدء بهذا المشروع الهام عاجلا سوف يؤدي خلال الخمس سنوات القادمة إلى وجود شبكة تواصل عالية ورائعة وهامة بين الوزارة ومنسوبيها وعلى رأسهم الخطباء. وخلال هذا التواصل سوف يتم تلافي كثير من الإشكالات والخلل في العلاقة بينهما.