لا يمكن السكوت عما حصل في قطاع التعليم خلال الأسبوع الجاري، فهل من المقبول أن نرى معلما ينهال على طالبه بالضرب المبرح كما شاهدنا في أحد المقاطع التي تداولها نشطاء في موقع التواصل الاجتماعي، ونلوذ بالصمت؟ الحدث السابق لم يكن الحدث الوحيد الذي صدم الشارع السعودي خلال الأسبوع المنصرم فثمة حدث أشنع ألا وهو تشكيل معلم عصابة من طلابه امتهنت السطو المسلح على محال في محافظة جدة أيضا. معلم يضرب طالبا بوحشية وآخر يشكل عصابة من طلابه وفي ظرف أسبوع، أمر غير مقبول ولا يمكن أن نراه حدثا فرديا بل هو أمر يطول القطاع كله، ويجب أن نلغي وزارة التعليم ونغلق كل المدارس في المملكة، يجب أن نتخلص من هذا القطاع على وجه السرعة، أو أن يتم دمجه مع القطاع الصحي. لو أن كل سلبية تحدث أو خطأ فردي يحمل وزرها الجهاز الحكومي كله، ويترتب عليه إغلاقه كما طالبت أعلاه "مازحا"، لأغلقنا كل الأجهزة الحكومية في البلد، فلا يمكن أن نجد جهازا حكوميا يعمل ولا يخطئ، ولا يمكن أن نتعامل مع موظفي الدولة كملائكة منزهين عن الخطأ. لا شك أن المخطئ يجب أن ينال عقابه، وألا نتهاون في ذلك، ولا بد من التقييم والتقويم المستمر لأجهزة الدولة وأن نطور من العمل ونتلافى السلبيات، ولكن أن يكون هناك مطالب بإلغاء هذا الجهاز أو ذاك بمجرد رصدنا سلبية أو خطأ فرديا، فهذا ضرب من "الجنون" سيجعلنا نغلق كل جهاز ونعيش في عصر جاهلي خال من الدولة ومؤسساتها. طبعا لا أحد يطالب بإغلاق أي جهاز في الدولة بسبب السلبيات، فالجميع يطالب بالتطوير ومعالجة القصور، ومطالب الإغلاق لا تطول إلا جهازا واحدا ألا وهو جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومشكلة هؤلاء مع "الهيئة" الجهاز لا الفرد المخطئ، فمع كل خطأ يحدث من قبل أعضاء في الهيئة، فهم لا يناقشون الخطأ، بل يقفزون فورا على الجهاز مطالبين بإغلاقه والتخلص منه رغم أهميته.. طبعا هي مطالب مجنونة لا يقبلها العقل والمنطق ولكنها مزعجة ومقززة وتدعو للغثيان أحيانا. للأسف الشديد البعض يناقش قضايا الهيئة وسلبياتها ليس من أجل الإصلاح والتطوير كما يتعامل مع أجهزة الدولة الأخرى، بل يناقشها من خلال منظور فكري "معشش" في رأسه، رافضا منهجها السوي ورسالتها بشكل كامل، هو يبحث عن إغلاقها فقط سواء كانت تجيد القيام بعملها أو لا.