العمل عبادة، العمل شرف، العمل حياة، العمل مستقبل.. مصطلحات كثيرة دلت على أهمية العمل وضرورته. ولم يكن العمل لجنس دون الاخر على مر العصور، وانما كان شاملا لكلا الجنسين رجالا ونساء على وجه العموم. سأترك الحديث عن عمل الرجل وسأتطرق الى عمل المرأة في مجتمعاتنا من الناحية الايجابية المصاحبة لها او من الناحية السلبية المعرقلة لها. وحين أذكر بعض الامثلة عن عمل المرأة منذ خلق البشرية على وجه الارض الى يومنا هذا، سأقف مفتخرا عند مجد تاريخنا الاسلامي منذ بزوغ فجر الاسلام في عهد رسولنا الكريم وصحبه رضوان الله عليهم أجمعين. وبالتالي نجد أن الاسلام لا يعارض عمل المرأة وكان لها مطلق الحرية في اختيار العمل الذي يتناسب مع امكانياتها وقدراتها ورغباتها. بينما نجد عكس ذلك تماما في مجتمعنا الحاضر. حيث انحصر عمل المرأة في مهن محددة بمبررات اجتماعية سلبية تحت غطاء ديني لا صحة له. أجريت استفتاء مصغرا على شريحة مكونة من 200 شخص تقريبا من اصدقائي وأقاربي ومن كلا الجنسين وبمعدل اعمار يراوح ما بين 18-45 عاما: - هل تؤيد عمل المرأه بالتعليم؟ - هل تؤيد عمل المرأة بالصحة؟ - هل تؤيد عمل المرأة في المحلات النسائية التجارية با?سواق؟ مع ذكر المبررات. ولعل اقتصاري على هذه المهن الثلاث، لأنها هي المهن الشائعة التي تعمل فيها نساؤنا.. - 100% يؤيدون عملها بالتعليم. - 40% يؤيدون عملها بالصحة و60% يعارضون. - 20% يؤيدون عملها بالمحلات التجارية و80% يعارضون. وأقتصرت أسباب معارضتهم لهاتين المهنتين على جانبين محددين؛ جانب دينيي من ناحية الاختلاط والشرف، وجانب اجتماعي من ناحية عدم تقبل المجتمع ونظرته السلبية لهن. مع تأكيدهم على حاجتهم الضرورية لعمل المرأة في مجال الطب والتمريض لعلاج نسائهم وكذلك عمل المرأة في البيع والشراء لمستلزمات نسائهم. للأسف الشديد فإنني أرى أن أحكام المجتمع على هاتين المهنتين على وجه الخصوص ظالمة بسبب بعض الاخطاء الفردية التي صدرت من البعض فأقرنوها ببعض المهن. فالشرف لا ينتهك بمهنة محددة ولا بمكان محدد، والاخطاء الفردية قد تصدر بأي مكان وبأي زمان. يجب أن نفصل بين الوظيفة وبين الشرف فالمسألة مسألة عقيدة وأخلاق وتربية، وليست مسألة وظيفة محددة أو مهنة محددة. وبالتالي نجد أن عدم تقبل المجتمع لهاتين المهنتين ليس مبنيا على قناعات قوية تؤكد موقفهم في رفضهم لهاتين المهنتين، وإنما على أخطاء فردية. يجب علينا تشجيعهن بنظرة محترمة وبكلمة مؤدبة وبابتسامة معبرة. لكم مني ايتها الشريفات العفيفات العاملات، معلمات أو ممرضات او بائعات، كل شكر وتقدير وامتنان، ومن ربنا الأجر والحسنات إن شاء الله. محمد علي الأعجم السبعي