في الحَديث المطوّل لـ(صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد وزير الدفاع) لمجلة (إيكونوميست) البريطانية الشهر الماضي، كان ضمن المحاور التي تناولتها المجلة بالحديث مع سموّه (قيادة المرأة السعودية للسيارة)، وتكرَّر المشهد في المؤتمر الصحفي لمعالي وزير الخارجية السعودية الأستاذ عادل الجبير في ميونيخ الجمعة الماضية، ومعها تتأكد الإجابة: (بأن تلك قضية يملكها المجتمع)! وهنا، لماذا بعض أصواتنا الإعلامية قد نقلت للعَالَم الخارجي بأن جلوس (المرأة السعودية خلف مقود المركبة يُمثِّل أزمة يعيشها مجتمعنا؟! وأن منعه اضطهاد تتعرّض له (السعودية) من مجتمع يُوْصَف -دائمًا، وظلمًا، وبهتانًا- بأنه ذكوريٌّ متجبرٌ! يحدث هذا في تلك المسألة الهامشية، في الوقت الذي فيه (العزيزة حَواء السعودية) قد حقَّقت الكثير من المنجزات خلال السنوات الماضية، فقد دخلت مجلس الشورى بنسبة تمثيل وصلت لـ(20%) من أعضاء المجلس، الذي يبقى أعلى سلطة تشريعية في البلَد، وهي النسبة التي تضعها الأولى خليجيًّا، والخامسة عربيًّا في نسبة التمثيل البرلماني، وفي المرتبة (76 بين 190 دولة)! (السّعُودية) اقتحمت بنجاحٍ وفاعِلِيّة مجالس الغُرف التجارية، والأندية الأدبية، وكذا المجالس البلدية! وقبل ذلك (النساء السعوديات) شريكات في صناعة التنمية الوطنية، وحاضرات وبقوة في الميادين العلمية والثقافية، والفكرية والاجتماعية، داخليًّا وخارجيًّا، ولهنَّ الكثير من الابتكارات، والمبادرات الرائعة؛ وقد تَربَّع العديد منهنّ على مناصب قيادية في مختلف المجالات! ولكن كل ذلك يُنسى ويتم تجاهله في الإعلام العالمي، الذي أراه انعكاسًا لنبض الصوت الداخلي! وهنا أُطالب بتطوير خطابنا الإعلامي، الذي عليه أن يُنْصِف (فَخرنا المرأة السعودية)، وأن يعطيها ما تستحقه على العطاء الذي قدّمته لدينها ووطنها، وعدم حشرها في تلك الزوايا الجانبية الضيّقة؛ فقيادتها لمجتمعها (مُربّية، ومعلّمة وطبيبة، وممرِّضة، وأُستاذة جامعيّة، وعَالِمَة، وداعية، وشاعِرة، ومُفكِّرة، واقتصاديّة، و...، و...، وغيرها من المسؤوليات، والمناصب الرفيعة) التي حظيت بها، أهَم مِن قيادتها للسيارة! aaljamili@yahoo.com