أكد مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، أن الخشوع في الصلاة مقصد شرعي وهو لب الصلاة وروحها. مبينا أن صلاة بلا خشوع تعد ناقصة، لقوله صلى الله عليه وسلم: «إن العبد ليصلي الصلاة لا يكتب له نصفها، ولا ثلثها ولا ربعها ولا خمسها ولا سدسها ولا عشرها». ونبه في خطبة الجمعة أمس في جامع الإمام تركي بن عبدالله في الرياض، إلى معوقات تدعو إلى عدم الخشوع في الصلاة ومنها زخرفة المسجد أو الألوان فيه، مما يشغل القلب عن الصلاة. مضيفا: «لهذا نهينا عن زخرفة المساجد خوفا من أن تكون هذه الزخارف سببا لانشغال القلب والنظر إليها حتى تلهيك عن ما هو أهم منها». منبها إلى الخطأ الذي يرتكبه بعض المصلين من النظر إلى أجهزة الاتصال أثناء صلاتهم. مبينا أن ذلك مما يشغل القلب عن الخشوع في صلاته. وقال: «إن الصلوات الخمس أعظم أركان الدين عمليا والخشوع فيها مقصد شرعي». وأفاد أن الخشوع في الصلاة محله القلب، فإذا خشع القلب لله خشعت كل الجوارح، وإذا صار القلب في لهو ووسواس وأوهام فإن الجوارح ينقص أداؤها للعبادة. وبين أن الخشوع هو الذل لله والتواضع والسكينة والطمأنينة والخضوع لله جل وعلا، ولقد جاءت في فضل الخشوع آيات وأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنها أن الله جل وعلا وصف عباده المفلحين بقوله تعالى: «قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون» إلى أن قال تعالى: «أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون». وقال: «إن الله سبحانه وتعالى أخبر بأن الخشوع في الصلاة يهون على العبد أداءها، فالخشوع فيها يجعلك ترغب فيها وتؤديها برغبة وشوق إلى ثوابها وخوفا من الله جل وعلا، لقوله تعالى: «واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين». ولفت إلى أن هناك أسبابا تدعو المسلم إلى الخشوع في الصلاة ومنها المحبة لهذه الصلاة والرغبة فيها والحرص عليها، لقوله تعالى: «في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار». مبينا أن من أسباب الخشوع أيضا الطمأنينة في أدائها.