** هي القضية اللافتة للأنظار خلال مجريات الأسبوع الماضي بعد أن قام ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بإطلاق تهديداته للنجم الفرنسي فرانك ريبيري بإيقافه عن اللعب لمدة ثلاث مباريات مع فريقه بايرن ميونخ في حال رفض الدعوة الموجهة له من قبل المدرب ديديه ديشامب للانضمام إلى قائمة المنتخب الفرنسي. وطبقاً لتصريحات بلاتيني (عبر صحيفة البيلد الألمانية) فإن نظام الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) يقر بتطبيق العقوبة على اللاعب المحترف في حال رفضه للانضمام لمنتخب بلاده بحرمانه اللعب ثلاث مباريات مع فريقه في كل مرة يرفض فيها تلبية دعوة منتخب بلاده، ويجد الاتحاد الفرنسي كامل الصلاحيات (المخولة له من قبل الفيفا) لتطبيق العقوبة التي يقررها على اللاعب ريبيري إلا أن ما يمنعه هو احتراف اللاعب في ألمانيا تحت مظلة أنظمة الاتحاد الألماني، وهو ما دفع رئيس الاتحاد الأوروبي للتدخل والتلويح بتطبيق العقوبة على اللاعب في «البوندسليغا». ** العديد من الصحف الأوروبية ألمحت إلى أن الاتحاد الدولي لكرة القدم سيأخذ خطوة سريعة في مثل هذه القضايا لإغلاق الطريق على لاعبي الأندية من التهرب عن أداء الواجب الوطني، وسيدعم الموقف الذي تبناه ميشيل بلاتيني دون تردد، ومن المتوقع أن تشهد أنظمة الفيفا تطوراً جديداً يحد من اعتذارات اللاعبين عن انضمامهم لمنتخبات بلادهم. ** لكن المشكلة في هذه القضية تكمن في أن اللاعب فرانك ريبيري (31 عاماً) وبعد مشاركته منتخب بلاده في 81 مباراة دولية أعلن اعتزاله اللعب دولياً بعد انتهاء نهائيات كأس العالم 2014 والتي أقيمت في البرازيل.. بعد أن غاب عن منافساتها بسبب الإصابة، وأوضح ريبيري للإعلام الفرنسي ولمدربه ديشامب بأنه ينوي فتح المجال للمنتخب لأن يضم لاعبين شبانا يمكن الاعتماد عليهم في قادم المنافسات الدولية والقارية. ** لكن بلاتيني رفض ذلك تماماً وقال في تصريح نشرته صحيفة البيلد الألمانية: «إنه ليس قرار بيد اللاعبين ليتخذوه متى ما تعلق الأمر بالمنتخب الوطني. إنه قرار يعود للمدرب المشرف على تدريب المنتخب». واستشهد بلاتيني بقضية قائد المنتخب الألماني فيليب لام المعتزل بعد مشاركته في كأس العالم قائلاً: «فيليب لام اتخذ قرار الاعتزال بعد تنسيقه مع مدرب المنتخب يواكيم لوف، وسُمح له بذلك، وألمانيا لن تستدعيه مستقبلاً، ولكن أساساً هو قرار المدرب وليس اللاعب. لكن مع فرانك ريبيري فالأمر مختلف فاللاعب فاجئ مدربه بقرار الاعتزال والأمر ليس بيده ليقرر ذلك لوحده، وفي حال قدمت له الدعوة من المدرب ديشامب فيجب عليه تلبيتها». وأضاف بلاتيني قائلاً: «لا يمكنني أبداً تفهم قراره.. هو فرنسي، وفرنسا ستستضيف نهائيات أمم أوروبا 2016 والمنتخب بحاجة إليه». **حديث ميشيل بلاتيني يدعم تماماً موقف المنتخبات العالمية على حساب الأندية، وهو ما أثار غضب العديد من مشجعي نادي بايرن ميونخ الألماني حيث كشفت مواقع التواصل الاجتماعي رفض العديد من أنصار الفريق البافاري تدخل رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في مثل ذلك الأمر الخاص باللاعب ريبيري الذي قرر الاعتزال دولياً حاله حال أي لاعب سابق. بينما يعتقد العديد من عشاق اللعبة أن بلاتيني تدخل في قرار ريبيري نظراً لأنه فرنسي الجنسية ويرغب في مساعدة منتخب بلاده على حساب نادي بايرن ميونخ الذي قد يتضرر بعقوبة إيقاف نجمه فرانك ريبيري. ** تلك القضية التي ظهرت على الساحة الأوروبية خلال مجريات الأسبوع الماضي تعكس لنا تماماً تلون عشاق الكرة مع ما يتماشى مع مصالح أنديتهم، فمن يعمل في مجال الأندية أو يشجعها سينتقد تدخلات بلاتيني في قرار ريبيري، ومن يعمل في الاتحادات الكروية ومنتخباتها سيدعم تماماً كل ما قاله ميشيل بلاتيني. **شخصياً أجد أن مصلحة المنتخب الوطني فوق كل اعتبار، ويجب التكاتف واستغلال النفوذ لدعم منتخباتنا الوطنية حتى وإن كان ذلك على حساب الأندية. ولكن! هل سيستفيد المنتخب من ضمه للاعب لا يرغب في تقديم خدماته؟ هل ستستفيد فرنسا من ضمها لفرانك ريبيري في حال إجبارها له على تمثيلها في بطولة أوروبا 2016م؟. ما لم يقتنع اللاعب بتغيير قراره وإعلانه رسمياً عن التراجع عن الاعتزال الدولي والعودة للمنتخب الفرنسي.. وإلا فإن «الديوك» سيدفعون ثمن المشاكل التي قد تنشأ بين المدرب ولاعبيه في حال تواجد لاعب لا يرغب في تمثيل منتخب بلاده.