اعترف رئيس تحالف متمردي «الجبهة الثورية» مالك عقار بتراجع العمل المعارض في السودان، في مقابل حركة جماهيرية واسعة احتجاجاً على العديد من القضايا الساخنة. وأقر اجتماع للتنظيم في باريس تنشيط كيان المعارضة، فيما يلتقي في العاصمة البريطانية لندن غداً، المبعوثون الدوليون الخاصون بالسودان، لتقييم عملية السلام وإنعاش المحادثات بين الفرقاء. وعصفت خلافات قوية بوحدة «الجبهة الثورية» خلال تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، بسبب الخلاف على آلية انتقال الرئاسة، وانقسمت على اثر ذلك الجبهة الى فصيلين يترأس أحدهما مالك عقار وهو رئيس «الحركة الشعبية - الشمال»، فيما يقود الآخر زعيم «حركة العدل والمساواة» المتمردة في دارفور جبريل إبراهيم. وأفاد بيان صحافي اصدره عقار، بأن اجتماعاً ضم قادة بعض فصائل «الجبهة الثورية» وغابت عنه حركات دارفور قيم إيجاباً ما سماه «النهوض الواسع الذي تشهده الحركة الجماهيرية في كل مدن السودان وريفه وبأشكال متعددة ومتنوعة من تظاهرات واحتجاجات وقيام منابر جديدة وتشكل مقاومة باسلة». وذكر عقار ان الاجتماع توقف عند «الركود الذي يشهده العمل المعارض والخلافات التي تشهدها منابره المختلفة». وأعلن الاتفاق على برنامج حد أدنى وهيكلة العمل المعارض والانفتاح على كل قوى التغيير كشرط ضروري لإسقاط النظام الحاكم. وأضاف ان «الاجتماع ناقش أفكاراً جديدة حول منبري الجبهة الثورية ونداء السودان» الذي يضم زعيم حزب «الأمة» الصادق المهدي والمعارضة الداخلية. وفي شأن التفاوض مع الحكومة شدد الاجتماع على أن الحل السلمي الشامل لا يمكن تحقيقه إلا بتصعيد العمل المعارض وتعزيز النهوض الجماهيري وهزيمة جيش النظام ميدانياً مع العمل حثيثاً على تغيير موازين القوى و»منع النظام من شراء الوقت في عملية تفاوضية لا طائل منها». وفي الخرطوم، طالب مساعد الرئيس السوداني إبراهيم محمود حامد، الحكومة الألمانية بضرورة ممارسة المزيد من الضغط على «الحركة الشعبية - الشمال» للانخراط فى المفاوضات بجدية تفضي لتحقيق السلام الدائم وإنهاء معاناة مواطني المنطقتين «جنوب كردفان» و «النيل الأزرق». وقال ابراهيم خلال لقائه ممثل منظمة «بيركوف» الألمانية سيدور ميرسي، في حضور السفير الألمانى في الخرطوم، ان الجانب الألماني مطالب بالاستمرار فى جهود دعم السلام فى السودان والضغط على «الحركة الشعبية» للمشاركة فى حوار مثمر وبناء يفضي للاستقرار بالبلاد، ويجنب سكان «المنطقتين» ويلات الحروب. وجدد مساعد الرئيس البشير، حرص الحكومة السودانية على علاقتها مع ألمانيا. واستعرض اللقاء نتائج الجولة الثانية للمفاوضات غير الرسمية التى جرت أخيراً بين الحكومة و «الحركة الشعبية - الشمال» في برلين، التي وصفها الحزب الحاكم بـ «المخيبة للآمال»، والمخالفة لما تم التوصل إليه خلال الجولة الأولى في أديس أبابا. ويلتقي في العاصمة البريطانية غداً، المبعوثون الدوليون الخاصون بالسودان، وعلى رأسهم المبعوث الأميركي دونالد بوث، بمشاركة عدد من المبعوثين وكبار المسؤولين من النروج وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين، وسيناقش الاجتماع تقييم عملية السلام ومسيرة التفاوض ومستقبل العملية السلمية في السودان وجنوب السودان، إضافة إلى تنسيق الجهود بينهم لإيجاد حل لكل القضايا السودانية. كما وصل إلى الخرطوم مبعوث الأمم المتحدة إلى دولتي السودان وجنوب السودان هايلي منغريوس لإجراء مشاورات مع كبار المسؤولين في الحكومة. وقالت مصادر إنه «من المقرر أن يلتقي المبعوث الدولي الرئيس السوداني، ومساعده إبراهيم محمود، في محاولة لتقريب وجهات النظر في ما يخص قضايا المفاوضات بين الأطراف، بما فيها الحوار الوطني».