يبدأ وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني آلان حكيم اليوم زيارة رسمية لإيران، مترئساً وفداً يضم 32 شخصية رسمية ورجل أعمال وتقنيين، مؤكداً أن الهدف منها «وضع أسس التعامل بين البلدين اقتصادياً وتجارياً وفتح طريق التعاون، وإعادة إحياء كل أنواع العلاقات الاقتصادية وتفعيل الاتفاقات الموقعة، فضلاً عن تشجيع الاستثمارات المتبادلة». وقال «سأطلب مساعدة المستثمرين اللبنانيين على التوظيف في إيران وعدم معاملتهم كالمستثمرين الغربيين». وأعلن في مقابلة مع وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء «إرنا»، عن «بدء التحضير للزيارة قبل رفع العقوبات»، مشدداً على أن الموضوع «ليس رفع عقوبات بل ثقة في الاقتصاد الإيراني ودعمه للاقتصاد اللبناني». وعن القطاعات التي يمكن التعاون فيها، أشار حكيم إلى «القطاع المالي والمصرفي، إذ يستطيع أن يساعد من هذه الناحية كثيراً خصوصاً لجهة إدراكه والتزامه القوانين الدولية ومساعدة إيران على الانفتاح مالياً ومصرفياً على بقية العالم». والقطاع الثاني هو الزراعة «المهم جداً أيضاً، ويتمثل الثالث بالمعرفة والابتكار». وفي ما يتعلق بنظرة المصارف اللبنانية إلى العلاقات مع نظيراتها الإيرانية، قال حكيم «يمكن اليوم أن يوجد تبادل بين القطاعين اللبناني والإيراني على صعيد الخبرات والمهنية خصوصاً بعد رفع حظر «السويفت» عن إيران»، معتبراً أن لبنان «يستطيع مساعدة إيران على العودة بأسرع وقت إلى الخريطة المالية المصرفية العالمية». وفي ما يخصّ الاتفاقات، أشار إلى بدء «تفعيل الاتفاقات السابقة وإنجازها (...) كما سندرس الاتفاقات التي نستطيع توقيعها اليوم من دون تعديل، على أن نعدّل تلك التي تتطلب ذلك وإطلاقها مجدداً». وكيف ينظر إلى آفاق العلاقات بين الدول العربية وتنسيقها مع إيران، رأى حكيم أن «لا بد من التعاون بينها لأنه كفيل بتحسين العلاقات وكذلك الاقتصاد، خصوصاً في هذه الأحوال الاقتصادية غير الإيجابية التي تعيشها البلدان العربية». وعن الخطوات المطلوبة من دول المنطقة لحماية اقتصاداتها من ارتدادات هبوط أسعار النفط، اعتبر أن أسعار النفط «موضوع عالمي لا يتعلق بإيران والدول العربية فقط». وإذا كان يعتقد بأن الأميركيين حرموا شركاتهم من فرص الاستثمار في إيران في وقت تتوجه معظم الدول الغربية إلى طهران، قال «إذا أردنا التعاطي اليوم مع المنطقة لا بد من المرور بإيران (...) والبرهان الكبير اليوم استفادة دول أجنبية كثيرة من الانفتاح عليها والتي تمد يدها للجميع وتتلقى العروض، وتبحث عن فرصها الأهم بينها». وقال السفير الإيراني في لبنان محمد فتحعلي في ندوة نظمتها «جمعية الإمام الصادق لإحياء التراث العلمائي»، «إننا نطمح إلى زيادة حجم التبادل التجاري القائم بين البلدين ليتجاوز ما هو عليه الآن»، مذكّراً بالعروض الإيرانية التي قُدمت إلى لبنان في مجالات مختلفة، معلناً عن «اجتماع اللجنة الاقتصادية المشتركة بين إيران ولبنان في طهران خلال الأيام المقبلة».