رغم معاناة المرض على أجسادهم النحيفة، إلا أن استجابة أطفال السرطان للعلاج تكون سريعة وأفضل من الكبار بنسبة 95 في المائة. وأوضح لـ الاقتصادية عصام مرشد رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للأورام، واستشاري طب الأورام والعلاج في الأشعة، أن نسبة شفاء الأطفال من مرض سرطان الدم أفضل من الكبار بنسبة تصل إلى 95 في المائة، لأن أجسامهم تستجيب للعلاج وأنسجتهم رخوة وعظامهم غير المتكاملة تساعد على تقبل العلاج، بينما في الكبار لا تتجاوز 85 في المائة. وقال المسؤول في الجمعية السعودية للأورام: إن عدد الأطفال المصابين بالسرطان في السعودية بلغ نحو 750 طفلاً، بزيادة سنوية تقدر بـ 4 في المائة عن الأعوام الماضية. وأشار إلى أن أسباب أمراض السرطان بالنسبة للأطفال غير معروفة، وليس لها أسباب محددة، منوهاً بأنه ربما تكون استخدامات بعض الأدوية لها دور في ذلك، إضافة لتعرضهم للإشعاعات وبعض الملوثات الكيميائية، مبيناً أنه توجد طريقة محددة للوقاية من سرطان الطفولة لكن هناك عوامل تقلل من فرصة حدوث المرض، كإجراء الفحص الطبي بانتظام. ولم يخفِ رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للأورام عدم تقبل أفراد المجتمع لهم كأطباء معالجين للسرطان قبل عشرة سنوات، وذلك نتيجة الجهل في مهامهم، مشيراً إلى أن الوضع اختلف في الوقت الحالي نتيجة التوعية. وأضاف أنه ليس هناك أسباب مباشرة لسرطان للكبار ولكن أسباب مساعدة، محذراً من أسلوب المعيشة والعادات الغذائية التي تؤدي إلى السمنة، وطريقة إعداد اللحم المجفف والمصنع والمشوي، إضافة إلى العادات السيئة كالتدخين الذي يؤدي إلى الإصابة بالمرض. وأشار إلى أنه ليس هناك دراسات للمرض في السعودية، مرجعاً ذلك لصعوبتها من الناحية الاجتماعية، وأنها ليست جذابة للباحثين، إضافة إلى أنه ليس هناك تمويل لدعمها، نافياً أن يكون الغبار له علاقة بالسرطان. إلى ذلك جاء في بحث قدم لمؤتمر طبي مهم أن الأطفال الذين يعالجون من السرطان يواجهون مخاطر متزايدة للإصابة بأمراض القلب، ويجب اتخاذ إجراءات بعد تلقيهم العلاج، لتقليل مخاطر إصابتهم بمشكلات خطيرة في وقت لاحق من حياتهم. وبينما أظهرت الأبحاث السابقة أن الناجين من سرطان الأطفال يواجهون مخاطر الإصابة بمرض القلب ومشكلات صحية خطيرة أخرى بعد العلاج، وجدت دراسة جديدة أن العلاج الكيماوي يسبب وفيات نتيجة للتأثير على صحة الشرايين في سن الطفولة مما يتركهم عرضة للإصابة بتصلب الشرايين قبل الأوان والإصابة بمرض القلب. وقال رئيس فريق الدراسة، التي قدمت الشهر الماضي في المؤتمر العلمي لجمعية القلب الأمريكية، دونالد دينجيل: قد نحتاج إلى بداية مبكرة في مراقبة هؤلاء الأطفال. وقال دينجيل، الأستاذ في جامعة مينيسوتا الذين يقدمون الرعاية الصحية ويوجهون الناجين من الإصابة بسرطان الأطفال الذين تلقوا العلاج الكيماوي بحاجة إلى مراقبة عوامل مخاطر الإصابة بالقلب ومشكلات الأوعية الدموية فور استكمال علاج السرطان. واستخدم الباحثون قياسات الشرايين السباتية والعضدية لاختبار تصلب الشرايين وسمكها وأداء وظيفتها في تجربة شملت 319 أمريكياً تراوحت أعمارهم بين 9 و18 عاماً نجوا من الإصابة بسرطان الدم أو أنواع أخرى وقارنوا النتائج مع قياسات 208 أشخاص من أقارب لم تشخص حالتهم على أنها إصابة بالسرطان. ووجد الباحثون أن مؤشرات الإصابة المبكرة بمرض القلب التي أظهرها تراجع في أداء عمل الشرايين كان سائداً بدرجة أكبر بين أولئك الأطفال وصغار السن الذين تقل أعمارهم عن 20 عاماً الذين نجوا من السرطان. والناجون من سرطان الدم أظهروا تراجعاً بنسبة 9 في المائة في صحة الشرايين بعد استكمال العلاج الكيماوي مقارنة مع المجموعة غير المصابة بالسرطان. وقال دينجيل في ضوء المخاطر المتزايدة يجب على الأطفال الذين نجوا من السرطان إدخال تعديلات على نمط حياتهم لخفض مخاطر الإصابة بمشكلات في القلب والأوعية الدموية. وتشمل هذه التعديلات اتباع نظام غذائي يكون صحياً للقلب والقيام بتدريبات منتظمة.