صعّد طلاب جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر من موجة العنف التي تستهدف الجامعات وخصوصاً جامعة الأزهر في القاهرة، فأضرموا النيران أمس في بنايات كاملة وعطلوا الامتحانات في كليات عدة، وسط مواجهات هي الأعنف بين الشرطة والطلبة، خلّفت في حصيلة غير نهائية قتيلاً وعشرات المصابين، وألقت قوات الأمن القبض على أكثر من 100 طالب، في وقت ارتفعت حصيلة المواجهات التي اندلعت بين الشرطة والمتظاهرين أول من أمس إلى خمسة قتلى، بحسب بيان لوزارة الصحة. وكانت حدة المصادمات تصاعدت منذ أول من أمس في تظاهرات نظمها أنصار جماعة «الإخوان» في أعقاب إعلانها «تنظيماً إرهابياً» بحسب قرارات الحكومة المصرية الجديدة. واستمرت المواجهات بين الشرطة وطلاب الجماعة في المدينة الجامعية للأزهر في مدينة نصر شرق القاهرة، حتى منتصف الليل، وسط اشتعال النيران عند الأشجار على مداخلها. وانتقل العنف صباح أمس من المدينة الجامعية إلى الجامعة مع بدء امتحانات منتصف العام، فمنذ الصباح الباكر احتشد مئات الطلاب المنتمين إلى الجماعة عند مداخل كلياتهم ومنعوا زملاءهم من دخول الكليات بالقوة، بهدف تعطيل الامتحانات، وهو مشهد تكرر أيضاً في فرع الجامعة للبنات. ووقعت مناوشات بين طلاب «الإخوان» من جهة ومعارضيهم والأمن الإداري من جهة أخرى، بعدها عمد طلاب الجماعة إلى تحطيم قاعات الامتحانات في كليات من بينها التجارة والزراعة والهندسة - فرع البنات، ثم تصاعد التخريب إلى حد إضرام النيران في مبنيي كليتي التجارة والزراعة وجزء من رئاسة الجامعة وكلية العلوم. وحطّم طلاب «الإخوان» قاعات في كلية طب الأسنان في الأزهر، ما أرجأ الامتحانات فيها. وأتت النيران على أدوار بأكملها في كلية التجارة، وسط حال من الفزع بين الطلاب والموظفين، في وقت اجتمع المجلس الاعلى للجامعة وإدارات الكليات للتعامل مع الموقف، في محاولة لتأمين عقد الامتحانات، لكن الظروف اللوجستية لم تسمح. واعتلى طلاب وطالبات بنايات الكليات وألقوا الحجارة وزجاجات المولوتوف على قوات الشرطة، قبل أن يهدم طلاب «الإخوان» جزءاً من السور الفاصل بين مدينتهم الجامعية وفرع البنات في الجامعة لينضموا إلى الطالبات في مسيرة داخل الجامعة عطّلت إجراء الامتحانات، وفي هذه الأثناء، اقتحمت قوات الشرطة فرعي الجامعة، وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع على الطلاب والطالبات. وسمع دوي إطلاق نيران في محيط الجامعة التي انتشرت فيها الحرائق وتصاعدت ألسنة اللهب من مبانيها. وطاردت الشرطة مئات الطلبة في الجامعة وألقت القبض على عشرات منهم، قالت إنها وجدت في حوزة بعضهم، ومنهم فتيات، أسلحة خرطوش وزجاجات مولوتوف. وخلّفت المواجهات دماراً هائلاً داخل حرم الجامعة، وكست الحجارة أرضها، وهُدمت حوائط وأحرقت بنايات وقاعات عدة. وتمكن عدد من الطلاب من أداء الامتحانات بعدما دخلوا كلياتهم من أبواب خلفية فتحها الأمن الإداري للجامعة لتجنب مواقع الاشتباكات، لكن «الحياة» رصدت تقطع السبل بتجمعات من الطلبة لم يتمكنوا من الوصول إلى الجامعة لأداء الامتحانات، في ظل إغلاق المحاور المرورية المؤدية إلى محيط جامعة الأزهر بسبب الاشتباكات التي انتشرت حولها، فيما حرصت أسر الطلاب والطالبات على اصطحاب أبنائهم وبناتهم إلى الكليات للاطمئنان على سلامتهم الشخصية. وقالت وزارة الداخلية في بيان إن «طلبة مدينة جامعة الأزهر المنتمين لتنظيم الإخوان الإرهابي اقتحموا كليات التجارة والعلوم والشريعة وأصول الدين في جامعة الأزهر وبحوزة بعضهم أسلحة خرطوش في محاولة لتعطيل الامتحانات وعرقلة العملية التعليمية وإرهاب الطلاب وإدارة الجامعة وقاموا بإطلاق عدة طلقات خرطوش في الهواء وتمزيق أرقام الجلوس وتكسير بعض مقاعد الطلبة»، مضيفة أن «قوات الأمن تدخلت للتعامل مع تلك العناصر التي قامت بإشعال النيران في أحد مباني كلية التجارة ومخزن مهملات كلية الزراعة»، لافتة إلى أنه تمت السيطرة على الموقف وانتظام الامتحانات في جميع كليات جامعة الأزهر. وتكرر مشهد الاشتباكات بين الشرطة والطلاب في جامعة الزقازيق في الشرقية، واقتحمت قوات الشرطة حرم الجامعة وألقت القبض على عشرات الطلبة الذين رشقوا قوات الأمن بالحجارة وزجاجات المولوتوف الحارقة. واندلعت اشتباكات محدودة قرب نقابة الصحافيين في القاهرة بين مارة ومؤيدين لجماعة «الإخوان» نظموا وقفة احتجاجية ضد قرار وقف طبع جريدة «الحرية والعدالة»، الناطقة بلسان حزب «الحرية والعدالة» الذراع السياسية للجماعة. واعتبر «تحالف دعم الشرعية» المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي أن «الانقلاب في نزعه الأخير»، داعياً إلى استمرار الحشد والتظاهر في الجامعات والميادين. وأعلنت وزارة الداخلية إبطال مفعول قنبلة ألقاها مجهول داخل حافلة نقل عام في ميدان الحجاز في حي مصر الجديدة. وأشارت أيضاً إلى هجوم نفذه مجهولون على مكمن أمني على طريق القاهرة - الإسماعيلية لكن القوات تصدت للمهاجمين الذين فروا بعدما ألقوا قنبلة على المكمن. من جهة أخرى، نفذت قوات الجيش والشرطة أمس حملة أمنية على مناطق زراعات الزيتون وقرى جنوب مدينة العريش لتتبع «العناصر التكفيرية» وجماعات العنف المسلح في شمال سيناء. وقال مصدر عسكري إن القوات تمكنت من توقيف 19 مسلحاً.