انتقد مثقفون سعوديون ما سمي «ببيان المثقفين حول أوضاع مصر»، لافتين إلى أن موقعيه لا يمثلون المثقفين السعوديين، ومعتبرين البيان بمثابة تدخل في الشؤون الداخلية لبلد شقيق تربطه بالمملكة علاقة تاريخية متجذرة، «عكاظ» استقصت آراء عدد من المثقفين في البيان في تفاصيل الاستطلاع التالي: في البدء، قال الكاتب عبدالله العلمي: «حذرت عدة مرات في مقالاتي وفي وسائل التواصل الاجتماعي من تنامي جماعة الإخوان المسلمين في الخليج عامة، وفي السعودية بصفة خاصة، وما يسمي (بيان المثقفين عن أوضاع مصر) ليس تعبيرا عن حرية الرأي، بل دعوة بنكهة إخوانية متناقضة وغير موضوعية لتهييج وتأجيج الأوضاع في مصر، ودعوة صريحة لإسالة المزيد من الدماء الزكية على أرض الكنانة تحت راية حرب الكفار والمسلمين». وأضاف: «لم يعبر البيان صراحة عن انتماء أصحابه لإخوان الداخل، ولكن هذا ليس سببا لعدم رصد تحركات هذه المنظمة السرية على أرض الوطن وتعقب حركاتها المشبوهة ومحركيها المتعاطفين مع مبادئها السياسية والعدوانية»، وتابع: «لن يختلف عاقلان أن الشأن المصري شأن داخلي يخص مصر وأهلها، وليس من حقنا أو حق أي أحد آخر تقرير مصير هذا الشعب العظيم. الملفت للنظر هو شن مجموعة من المثقفين حملة شعواء على الجيش المصري حتى قبل صدور وأثناء وبعد صدور البيان المشبوه في تدخل سافر ومقيت بالشؤون الداخلية لمصر الحبيبة، والمفترض أن ندعو للإصلاح والمصالحة، وليس لإشعال الفتنة وإراقة دماء إخواننا المصريين». من جهته، قال الكاتب محمد العصيمي: «من كتب هذا البيان كال بمكيالين عندما تحدث عن الشرعية والدم والتدخل الإقليمي والدولي وفرض الوصاية على المصريين. واليوم أواصل معكم الحديث عن هذه المكاييل الحزبية الغريبة، التي لا تدل ولو على قدر قليل من الإنصاف والعدل في الحكم على الأحداث المصرية، البالغة السوء والخطورة». وأضاف: «كان بالإمكان، ولو حرصا على المصداقية، أن تتم المطالبة بمراجعة كل الأطراف المصرية لمواقفها والنظر في الصالح العام الذي يجمع ولا يفرق بين أبناء الوطن الواحد. أما أن نشيد بثبات فصيل واحد مقابل فصائل متعددة ونقرر هكذا ببساطة أن الشرعية (مسلوبة)، فهذا يعني أن كاتبي البيان جمعوا أمرهم وحسموه على أساس أن الحق مع الإخوان، ظالمين أو مظلومين. وهذه، بطبيعة الحال، ليست لغة بيانات عاقلة تسعى إلى الوفاق والأخوة وحقن الدم الحرام». من جانبه، أوضح الكاتب أحمد الفراج أن الصدمة التي يمر بها أعضاء تنظيم الإخوان، بفرعه السعودي عنيفة، وذلك بعد السقوط المروع لتنظيم الإخوان في مصر، ولذا لم يكتفوا بالصراخ من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، والتهديد، والتحريض على العنف بكل أشكاله، بل أصدروا بيانا يشجبون فيه ما جرى بمصر، ويستنكرون ما قامت به القوات المسلحة المصرية، استجابة لنداء الشعب الذي خرج إلى الميادين في كل أنحاء مصر، كما استنكروا التدخلات الدولية في شؤون مصر، علما بأنهم شجعوا، وناصروا التدخلات الدولية إبان الثورة على نظام مبارك!، كما أدانوا إغلاق قنوات التحريض، مع أن كل دول العالم، بما فيها الديمقراطية الغربية توقف بث أي وسيلة إعلامية تدعو إلى العنف، وتحرض عليه، كما حثوا الشعب المصري على البقاء في الميادين حتى تعود الشرعية المغتصبة». وقال: «ما يهمني في هذا البيان أن الذين كتبوه أشاروا إلى أنه (بيان المثقفين السعوديين»، والواقع أنه لا يمثل المثقفين، وربما أن التسمية الدقيقة له هي (بيان المتعاطفين مع تنظيم الإخوان المسلمين)، وقد اتصلت بكثير من زملائي المثقفين، ونفوا علمهم بالبيان، وأكدوا أنهم ضد ما ورد فيه من تدخل سافر في شؤون دولة أخرى، ترتبط المملكة معها بعلاقات تاريخية وثيقة، خصوصا أن البيان المذكور يحتوي على مغالطات جسيمة». وفي السياق نفسه، قال الكاتب عبدالله مغرم: «من وجهة نظري، لم يكن البيان منصفا، فهو لم يوضح مبررات الجيش في عزل الرئيس مرسي، ولم يوضح أن الجيش لم يكن بمقدوره التدخل لولا مباركة الشعب والقيادات الدينية والأزمات الاقتصادية التي ألقت بظلالها على الشعب وبدأت تتفاقم وتكون بشكل أكثر سوءا، كما أن البيان لم يوضح استياء المجتمع المصري من خطة التمكين التي أطلقها الإخوان المسلمون للسيطرة على مفاصل الدولة».