تجمع زعماء العالم قرب شواطى نورماندي في فرنسا أمس في أجواء صافية إحياء للذكرى السبعين ليوم الإنزال في نورماندي في الحرب العالمية الثانية. ووضعت أكاليل زهور وأقيمت عروض متنوعة كما تم تنظيم إنزالات بالباراشوت وسط الألعاب النارية إحياء لذكرى أكبر هجوم برمائي في التاريخ حين نزل 160 ألف جندي أمريكي وبريطاني وكندي يوم السادس من يونيو 1944 على شواطئ نورماندي لمواجهة قوات ألمانيا النازية مما عجل بهزيمتها. هولاند: فرنسا لن تنسى أبداً ما تدين به للولايات المتحدة وشارك الرئيس الفرنسي فرانسوا هولوند في الاحتفالات إلى جانب زعماء أجانب بينهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما والملكة إليزابيث ملكة بريطانيا ورئيس وزرائها ديفيد كاميرون ورئيس وزراء كندا ستيفن هاربر والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. لكن في حين أن وحدة الحلفاء وتضحياتهم الدامية تمثل المضمون الأساسي لإحياء ذكرى يوم الإنزال سيسعى الزعماء في أحاديثهم الخاصة لمعرفة آراء كل منهم الآخر في أخطر أزمة أمنية تواجهها أوروبا منذ الحرب الباردة.. ألا وهي الأزمة الأوكرانية. أوباما: «معركة النورماندي» فتحت الطريق أمام عهد جديد للديموقراطية وتناول الرئيس الفرنسي القضية الأوكرانية في مأدبتي عشاء في باريس أمس الأول إحداهما مع أوباما والأخرى مع بوتين لكن مسؤولين قالوا إنه لم تحدث انفراجة ملحوظة. وكان بوتين قد قال إنه مستعد للقاء كل من أوباما وبوروشينكو أثناء وجوده في فرنسا. ولم يعترف الرئيس الروسي بعد بشرعية الزعيم الأوكراني المقرر أن يؤدي اليمين القانونية اليوم. إلى ذلك، اعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان فرنسا "لن تنسى ابدا ما تدين به للولايات المتحدة"، وقال في المراسم التي حضرها نظيره الاميركي "نحتفل اليوم بتاريخ مهم لشعبينا اللذين خاضا فيه معركة واحدة هي معركة الحرية". ووصل اوباما قبيل ظهر أمس الى المقبرة الاميركية في بلدة كولفيل سور مير في منطقة النورماندي لاقامة مراسم تكريم للجنود الذي سقطوا خلال انزال الحلفاء في السادس من يونيو 1944. ووصل اوباما بمروحية الى المقبرة التي تضم رفات حوالى عشرة آلاف جندي اميركي. واشاد الرئيس اوباما بطريقة شعرية بالرجال الذي خرقوا "جدار هتلر" واقتحموا الشواطئ لتحرير اوروبا في النورماندي مشيرا الى ان تضحيتهم اوصلت الى عهد من الديموقراطية والحرية. وقال ان "في نهاية هذا اليوم الطويل، هذا البحر حارب وخسر وحارب مجددا ثم ربح، قطعة من اوروبا حررت مجددا. واخترق جدار هتلر ليفتح الطريق امام جيش باتون ليتدفق الى فرنسا"، في اشارة الى جورج باتون الذي قاد وحدات القوات الاميركية في معركة النورماندي.