القرار الأخير الذي ظهر عليه الاتحاد الاسيوي لكرة القدم، بترك الباب متاحا، أمام عودة العلاقات السعودية الايرانية الى مستواها السابق، قبل أن يتخذ قراره التالي والحاسم في منتصف شهر مارس بنقل مباريات أندية المملكة والجمهورية الى ملعب محايد، لا يمكن فصله عن الحكمة والهدوء الذي بات الاتحاد القاري ناعما بها في عهد رئيسه الشيخ سلمان بن ابراهيم آل خليفة، ذلك وبعد الاشارة الى أن التريث وعدم الاستعجال في الاعلان عن أي قرار سريع ويعبر عن ردة الفعل المباشرة خلال فترة الأسابيع الماضية التي رافقها المزيد من التشنج والاحتقان، أصبح جزءا لا يتجزأ من سياسة الرئيس، ولغة جديدة أضحت حاضرة مع استراتيجية مؤسسة القارة الصفراء.! من الهام جدا التمعن والتدقيق في ردات الفعل التي تعقب أي حدث أو مناسبة، ذلك أنها تعبر عن الكثير، مما يمكن اخفاءه في داخل اي مؤسسة، وحتى نكون أكثر دقة، فقد ذهبت أكثر المؤسسات الى اتجاهات انجرافية مع ردات الفعل، وتسببت في الكثير من الاهدار لطاقاتها وقدراتها، خاصة وأن أي قرار عشوائي، غير مبني على القدر المناسب من الهدوء والتركيز، وأيضا الحصر للمزيد من الاتجاهات والجوانب التي سيؤثر وسيتداخل معها القرار، من شأنه أن يلحق الضرر بصاحبه، وبالمؤسسة في نفس الوقت، وليس من السهل التدارك، لأي قرار انفعالي، أو مبني على العاطفة، مالم يحدث من الضرر، مالا يكفي الوقت لتجاوزه وتجنب تبعاتها.! دائما ما نقول، إن أي مؤسسة ناجحة ليس الا انعكاس لشخصية القائد أو الرئيس، حيث تتأثر جميع أطرافها وأركانها، بما تتابعه من حكمه وهدوء، وأيضا استقرار، ومثلما تابعنا العديد من المؤسسات تخسر الكثير بسبب الاندفاعية والقرارات المستعجلة، نتابع الآن على مستوى الوقت البسيط الذي قضاه سلمان بن ابراهيم في المؤسسة الكروية، من الأثر ما يكفي، حتى نقول إنها سرعة الاستجابة، مع أثر القائد وتلك السمات والصفات التي تابعها الجميع من خلال أحاديثه وقراراته وأيضا قناعاته، ويسعى كل من حوله الى الأخذ بها، والتعامل على أساس أنها الواقع الجديد، الذي يمضي بالمؤسسة، الى اتجاه آخر مختلف من الحكمة والهدوء.! لا شك، أن المؤسسة في نهاية المطاف، تظل محددة بقيمة قرار، ولا خلاف أن القرار نفسه يعود فيما بعد ليمثل القائد أو الرئيس، وفي حكاية الأحداث والمناسبات والملفات العالقة، الكثير من التفاصيل التي يمكن متابعتها، ومن خلال واقعها، يظل التقييم الحقيقي لقيمة العمل، وكيف هو الفارق بين الرئيس الحقيقي، وبين الآخر الذي كان يعتقد أنه القائد أو الرئيس.!