صنعاء الخليج: تفاوتت التقديرات حول طبيعة التداعيات المتوقعة للتصدع الطارئ والمتصاعد في علاقة التحالف التي تربط طرفي الانقلاب في اليمن الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح وجماعة الحوثي، لتتراوح بين ترجيح الانهيار الوشيك والدراماتيكي لتحالفهما الانتهازي، وبين إمكانية تجاوز الطرفين للخلافات القائمة لاعتبارات استراتيجية بوحدة المصير المشترك الذي بات ومنذ 21 سبتمبر 2014 يربطهما. وشهدت الأشهر الثلاثة الأخيرة تصعيداً غير مسبوق في حدة الخلافات الطارئة بين المخلوع وحلفائه الحوثيين، والتي بدأت باجتياح الحوثيين مطلع ديسمبر المنصرم لمعسكر تابع لقوات الاحتياط الحرس الجمهوري سابقاً، الموالي للرئيس السابق بعد رفض قائده تسليمه طواعية لهم قبيل أن يتسبب إصدار ما يسمي باللجنة الثورية العليا التابعة للحوثيين لقرار، ألغت بموجبه كل قرارات التعيينات الصادرة خلال الفترة السابقة، وهو ما اعتبرته قيادات في حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يرأسه صالح استهدافاً متعمداً لإقصاء كوادر الحزب والاستعاضة عنهم بكوادر أخرى موالية للحوثي. وتفاقمت مظاهر التصدع المتصاعد في علاقة طرفي التمرد والانقلاب بشكل علني وأكثر وضوحاً، عقب تدشين وسائل الإعلام التابعة لجماعة الحوثي حملة موسعة استهدفت شخص المخلوع ليتوج مشهد الخلافات بتنفيذ الحوثيين حملة اعتقالات واختطافات طالت العديد من قيادات الحزب وكوادره. واعتبر الناشط في حزب المؤتمر الشعبي العام بمحافظة عمران سليم عبدالكريم الكدس أن هناك أزمة ثقة متصاعدة بين حزب المؤتمر الشعبي العام وجماعة الحوثي، وأن الكثير من قيادات وقواعد الحزب ليست راضية عن تحالف الحزب مع الحوثيين، مشيراً إلى أن صالح فرض إرادته وفقاً لمصالحه ورغبته في ممارسة الانتقام والثأر السياسي من خصومه على إرادة الحزب، وأن الدائرة الضيقة المحيطة به التي سارعت إلى دعم تحالفه مع جماعة الحوثي، تتسم بكون أعضائها يرتبطون بالأخيرة بعلاقات ذات طابع إيديولوجي والعديد منهم ينحدرون من عائلات هاشمية. من جهته، أكد الناشط توفيق السامعي أن الحوثيين وصالح يشعرون بأنهم في جبهة واحدة ضد التحالف العربي ولهم هدف واحد هو استكمال الانقلاب وعدم التراجع عنه، كما أنهم يدركون أن أي خلافات بينهم في الوقت الراهن سيضر بمشروعهم وتفككهم، معناه تسليم رقابهم للتحالف وخصومهم في الداخل، معرباً عن اعتقاده في أنهم على المدى القريب سيواصلون تحالفاتهم رغم بوادر الاختلاف الذي يطفو على السطح بين لحظة وأخرى بينهما، لكنهما سرعان ما يعملان على لملمة صفهم وهي نقطة ضعف صالح، يستغلها الحوثي كل يوم، ويبدو ذلك من خلال إزاحة كوادر حزب صالح من مؤسسات الدولة وإحلال ميليشيات الحوثي محلهم. وقال السامعي: على المدى القريب لن تكون هناك انشقاقات وتصدعات بين الجانبين إلا بشكل فردي من تسرب بعض الموالين لصالح الذين يشعرون بإهانة الحوثيين لهم، لكن على المدى الطويل، حينما يدركون أنهم على وشك السقوط، سيتسابق أحد الطرفين بتقديم تنازلات للتحالف والنفاد بجلده للعمل ضد الآخر، حتى يضمن له دور سياسي في المستقبل والطرف الأكثر ترشيحاً للعب هذا الدور هو طرف صالح، لأنه مشروع شخص بينما المشروع الحوثي سيكون متعنتاً، باعتباره مشروعاً أيديولوجياً، خاصة أن رفع الحصار عن إيران وإطلاق أموالها المحتجزة ستلعب دوراً سلبياً في هذا الجانب لدعم جبهة الحوثي من الانهيار. من ناحيتها، أكدت الناشطة بتعز ابتسام أحمد عثمان المقطري أن تحالف صالح والحوثيين بدأ فعلياً بالانهيار لعدم استناده لغطاء أخلاقي أو وطني، وأن اليمنيين في أغلبيتهم يدركون أن الشعارات الرنانة والتراجيدية ليست سوى للتسويق المحلي لمخطط تمكين إيران من اليمن، وهو ما أجهضته قوات التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات. وأشارت إلى أن التحالف الشيطاني بين صالح والحوثيين سيتفكك وسيتحول قريباً إلى صدامات مسلحة بين الميليشيات الموالية للطرفين، وهو ما سيخلص إلى تصدعه وانهياره، معتبرة أن أزمة الثقة المتصاعدة بين الجانبين كفيلة بتفتيت هذه التحالف، كون طرفيه ينظر كل منهما للآخر بعين الشك والريبة. واعتبر القيادي الشاب في حزب المؤتمر الشعبي العام سام الغباري الذي سبق اعتقاله من قبل الحوثيين وإطلاق سراحه، أن صالح وداعمي تحالفه مع الحوثيين من قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام سيدفعون ثمناً باهظاً لهذا التحالف، منوها بأن الحوثيين يواصلون ممارساتهم لعمليات الإقصاء القسري لكوادر الحزب.