طرابلس أ ف ب اشتعلت النيران في خزانات نفطية شمالي ليبيا أمس الخميس إثر هجوم جديد شنه فرع تنظيم «داعش» الإرهابي للسيطرة على مواقع نفطية. وأفادت المؤسسة الوطنية للنفط ووسائل إعلام بمهاجمة مقاتلين من «داعش» خزانات في منطقة رأس لانوف الواقعة في قلب «الهلال النفطي» والبعيدة بنحو 650 كيلومتراً إلى الشرق من العاصمة طرابلس. وأشارت المؤسسة الوطنية للنفط، التي تتخذ من العاصمة مقراً لها، إلى «إصابات مباشرة لحظيرة خزانات ميناء رأس لانوف النفطي، الأمر الذي أدى إلى اشتعال النيران في الخزانات المملوءة بالنفط الخام وانهيار أبراج وخطوط الكهرباء المغذية للمدينة السكنية والمنطقة الصناعية». ووصفت المؤسسة، في بيانٍ لها، الوضع الآن في منطقة رأس لانوف بـ «كارثي على الصعيد البيئي». ويأتي الهجوم بعد يومين من إعلان تشكيل حكومة الوفاق الوطني بموجب اتفاق وُقِّع في ديسمبر الفائت برعاية الأمم المتحدة. وظهرت أول مجموعة موالية لـ «داعش» في ليبيا في عام 2014 مع عودة مقاتلين متطرفين من سوريا. ويستهدف التنظيم الإرهابي، الذي يسيطر على مدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس)، توسيع وجوده إلى المناطق المحيطة الغنية بآبار النفط. وأعاد مفوض الأمم المتحدة الخاص بالأزمة الليبية، مارتن كوبلر، أمس التأكيد على ضرورة تسريع وتيرة العملية السياسية «لأن «الموارد استُهدِفَت مرة جديدة بهجوم إرهابي». واعتبر السفير البريطاني، بيتر ميليت، من جهته أن «داعش يدمر إمكانية تعافي الاقتصاد الليبي». وسبق للتنظيم شن هجومين في بداية يناير الجاري قرب منشآت نفطية مهمة في مدينتي رأس لانوف والسدرة. وتضم ليبيا أكبر احتياطي نفطي في إفريقيا بواقع حوالي 48 مليار برميل. وكان إنتاجها يُقدَّر بنحو 1.6 مليون برميل في اليوم في عام 2011، لكنه انخفض بمقدار الثلث منذ ذلك الحين. على الصعيد السياسي؛ تتواصل المناقشات لتتمكن حكومة الوفاق الوطني التي تضم 32 وزيراً ويرأسها رجل الأعمال، فايز السراج، من مباشرة مهامها. وبمجرد أن تباشر مهامها؛ ستتمكن هذه الحكومة من طلب المساعدة من الدول الأجنبية خصوصا الأوروبية.