الثاني والعشرون من سبتمبر ايلول يوم تفتخر به النساء اجمع والمسلمات على وجه الخصوص كونه انتصارا مشرفا لهن وانطلاقة مميزة لهن في سماء الابداع حينما تم تعيين هادية طاجيك أول عضو مسلم في مجلس الوزراء النرويجي التي عينها رئيس الوزراء النرويجي جينيس شتولتنبرغ كأول سيدة مسلمة في منصب وزير للثقافة في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ النرويج والدول الاسكندنافية على الاطلاق . وهادية ذات التاسعة والعشرين ربيعا التي نشأت في عائلة باكستانية وعملت سابقا في مجال الاعلام حتى اصبحت مستشارة للقضايا الاجتماعية لوزير العمل النرويجي . وكانت الوزيرة المسلمة التي تعد الأصغر سنا بين الوزراء قد شددت في برنامجها على ضرورة مراعاة التنوع الثقافي والفكري الذي يعد جزءاً لا يتجزأ من النسيج الذي يشكل حياة النرويجيين . فيما تعد حماية الأقليات المتنوعة ثقافيا وعرقيا احدى اهم السياسات التي تنتهجها الحكومة النرويجية والتي تعد احدى أقوى الدول المتقدمة صناعيا وثقافيا واجتماعيا والتي راعت ضرورة هذا الاندماج الثقافي والتلاقح الفكري والمعرفي كونه أساسا للتنمية الاجتماعية . وهادية ذات المحيا الهادئ كما بدت في صورها التي تناقلتها وسائل الاعلام والتي لم يمنعها تمسكها بدينها من الاندماج والانفتاح على الثقافات المختلفة محققة وبكل فخر أهدافا اذهلت الجميع ماحية بصنيعها تلك الصورة السيئة التي علقت بأذهان البعض من متطرفي أوروبا والسطحيين منهم حول ضرورة بقاء العرق الأوروبي نقيا من المسلمين ومن الأجناس والأديان الأخرى والذي يعتبره مثقفو أوروبا ومجددو تنميتها ونسجها الحضاري دعوة الى العودة الى عصور الظلمات والجهل حيث لا صوت يسمع سوى التشدد والتطرف الذي قضى على غالبية علماء الانسانية وفلاسفتها في تلك العصور كجاليوليو ونيوتن وأرسطو وأفلاطون واقليدس وهيباثيا . نعود الى هادية التي ولدت بمقاطعة صغيرة تابعة لستراند بالنرويج , حيث التحقت بجامعة كينجستون في المملكة المتحدة لدراسة حقوق الانسان وحصلت على الماجستير في القانون من جامعة أوسلو . وعرفت طاجيك بنشاطها السياسي وسعيها الدءوب لإثبات حق الاقليات المسلمة منتصرة بذلك لهم حينما تم الاعلان بمنح الحق للشرطيات النساء بارتداء الحجاب اثناء العمل . أما الأروع من ذلك فهو انتخابها كعضوة في البرلمان النرويجي عن حزب العمل في العاصمة أوسلو بعد وضعها ضمن المرشحين في قائمة الست مقاعد الآمنة , وهي مقاعد يضمن اصحابها وصولهم الى الترشح عن الحزب .بقي أن أقول ان هادية هي أروع عبق مر علينا خلال الأشهر المنصرمة والماضية التي تلوثت سماؤها بالوحشية والدموية .