الإجابة الصادمة تأتيك عندما تسأل أحدهم (بشر كيف العيد معك)؟! ويقول لك بكل صلافة وجلافة (والله العيد صار ها لأيام للحريم والأطفال)، أرجوك خف علينا يا (بان كي مون) زمانك!. لا أعرف من روج للمقولة الخاطئة التي مفادها: أن العيد وفرحته هذه الأيام يخص (الأطفال) و(النساء) وحدهم، محاولة عزل الرجال عن الفرحة بالعيد (أمر خاطئ ومخالف دينياً وعرفياً)، ففي كل العصور يوم (فطر المسلمين) هو يوم فرحهم، أما في وقتنا المتأخر، فلم يعد مستغرباً أن ترى الرجل يرتدي ملابسه العادية يوم العيد، دون أن يُخصص ملابس لهذه المناسبة كتعبير عن الفرح، كما بات مظهر بعض الشباب مألوفاً يوم العيد وهو يرتدي (ملابس رياضية) في الشارع أو مراكز التسوق، في رسالة مبطنة حول انعزاله عن المجتمع، وعدم اكتراثه لهذه المناسبة على طريقة (العيد عيدكم) أنا مالي دخل؟!. المبالغة في التجهيز والاستعداد للعيد والتي يمارسها البعض غير مقبولة، كما أن تجاهل العيد الذي بدأ يخرج إلينا بصور وأشكال متعددة (مرفوض أيضاً)، يحق لنا أن نفرح بعيدنا، وشرع لنا الاستعداد والتزين لهذا اليوم، وتبعاً لهذه القاعدة تختلف المفاهيم بين المبالغة والتجاهل! من الصور المؤلمة والجديدة لبعض (الأسر) أنها تتفق على قضاء أسبوع (العيد) في الخارج بدءاً من يوم 28 أو 29 رمضان، للاستمتاع الشخصي (بميزانية العيد) المخصصة للملابس وتكاليف تجهيز المنزل لاستقبال الزوار وحلوى العيد و(قطة الجماعة) في عشاء أو فطور العيد... إلخ من مظاهر البذخ، تحت قاعدة (حنا أولى بمصاريف العيد)، وهذا برأيي انعزال من نوع آخر (أيام العيد)؟!. في كل الأزمنة كان العيد هو آخر معاقل (الاجتماع الأسري)، وآخر الحلول المُلزمة لرؤية بعضنا البعض، وهو ما أظهر مقولة (مانشوفك إلى من عيد لعيد)، أما اليوم فمن المحزن ظهور عشرات الصور السلوكية الدخيلة على مجتمعنا في العيد، بعضها مبرر، والبعض الآخر غير مقبول!. بكل تأكيد الأمر يحتاج إلى دراسة لمعرفة أسباب هذا التحول، وانعكاسها على مستقبل هذه المناسبة، التي أخشى في يوم ما أن تكون (أكثر شخصية)، وأكثر انعزالية؟!. كل عام وأنتم بخير، وعلى دروب الخير نلتقي.