كشف اللواء خميس مطر المزينة، القائد العام لشرطة دبي، أن السبب وراء حريق فندق العنوان هو ماس كهربائي في أحد كشافات الإضاءة في منطقة مظللة وممر يقعان بين الطابقين الرابع عشر والخامس عشر للفندق، وتحديداً بين الشقتين 1401 و1504. أكد اللواء المزينة أنه لا توجد أية شبهة جنائية في الحريق، ولم يتم توقيف أي شخص بناء على تلك النتيجة التي انتهى إليها فريق خبراء الأدلة الجنائية بشرطة دبي المكون من 12 شخصاً، من بينهم 4 خبراء حرائق، و4 مساعدين لخبراء الحرائق، و4 مصورين جنائيين. وقال إن الأهم في الأمر أن الفرق جميعها التي حضرت في المكان، من رجال شرطة ودفاع مدني وإنقاذ، نجحت في إخلاء أكثر من 3 آلاف شخص، ما بين نزلاء الفندق، وآخرين كانوا في المطاعم الموجودة، بسرعة فائقة، ما أدى إلى عدم حدوث أي وفاة، بل إن الإصابات الناتجة عن بعض الأدخنة كانت بسيطة، وتمت معالجتها على الفور. وكان التحدي الأكبر هو حماية الأرواح في زمن وجيز، والسيطرة على الحريق، وإقامة الاحتفالات في موعدها ووفقاً للبرنامج المعد لها، وهو ما شاهده العالم أجمع. شكر وتقدير وتقدم اللواء المزينة بجزيل الشكر والعرفان إلى الفريق سموّ الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، تقديراً لمتابعته الحثيثة للحريق، ووقوفه على أدق التفاصيل الميدانية، وإشادته بالتعامل البطولي لرجال الدفاع المدني والإنقاذ والإسعاف، ووجوده في غرفة عمليات الدفاع المدني بدبي، ثم غرفة القيادة والسيطرة بشرطة دبي، لمتابعة أعمال الفرق كافة في إخماد الحريق، لافتاً إلى أن وجود سموّه يعكس مشاركة القيادة السياسية، ممثلة في حكومة دولة الإمارات، في متابعة كل الأمور. كما تقدم بشكره إلى اللواء جاسم المرزوقي، القائد العام للدفاع المدني، واللواء راشد ثاني المطروشي المدير لعام للدفاع المدني في دبي، وشكره لإدارات الدفاع المدني في أبوظبي والشارقة وعجمان ورأس الخيمة والفجيرة، التي ساندت فرق الدفاع المدني في دبي، وأسهمت في مكافحة الحريق، مؤكداً أن ذلك ليس بغريب على فرق الأمن في الدولة كافة، كما أشاد برجال الأمن في الفندق، لاتخاذهم الإجراءات الكفيلة بإخلاء النزلاء، لافتاً إلى أن أحد رجال الأمن أصيب نتيجة انزلاقه أثناء عمليات الإخلاء. نظام متكامل وقال اللواء المزينة، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس، للكشف عن ملابسات حريق فندق العنوان، بحضور اللواء خليل إبراهيم المنصوري، مساعد القائد العام لشرطة دبي لشؤون البحث الجنائي، والعقيد الخبير أحمد مطر المهيري، مدير الإدارة العامة للأدلة الجنائية، والخبير أحمد محمد أحمد رئيس قسم الهندسة الجنائية والميكانيكية في الإدارة العامة للأدلة الجنائية، إن جميع أجهزة الإنذار كانت تعمل بمجرد نشوب الحريق وامتداد الدخان لداخل الفندق، كما أن مبنى الفندق مزود بأجهزة إطفاء داخلية ومرشات حالت دون امتداد الحريق لداخل الفندق، وشاشات الإطفاء تعمل، موضحاً أنه لم يتم العثور في المبني على أية مواد قابلة للاشتعال، من خلال فحص العيّنات التي تم رفعها وتحليلها، بل إن الأمر هو انصهار في أسلاك موصلة بأحد كشافات الإضاءة التي امتدت في البداية عرضياً ثم امتدت طولياً. ولفت إلى أن مبنى الفندق خضع للتنظيف والتدقيق على كل محتوياته يومي 29 و30 ديسمبر/كانون الأول استعداداً للاحتفالات، ولم يكن هناك أي خلل في أي جانب، ولكن من الطبيعي أن تتعرض بعض الأسلاك الكهربائية للرطوبة والشمس وقد تتلف في أية لحظة. ونفى اللواء المزينة أية تأويلات أخرى، مؤكداً أنه لو حدث الحريق في الكابلات الأربعة التي كانت موجدة تحت المظلة كان من الممكن الشك في أن هناك أمراً ما، ولكن حدوثه في كابل واحد نتيجة انفصال للأسلاك الكهربائية لأحد الكابلات يدحض التأويلات. شرح تفصيلي من جانبه، قدم الخبير أول أحمد محمد أحمد، رئيس قسم الهندسة الجنائية والميكانيكية في الإدارة العامة للأدلة الجنائية، تفاصيل النتائج التي توصل إليها خبراء الحرائق، مشيراً إلى أن الحريق بدأ بين الطابقين 14 و15 من الفندق في منطقة فيها ممر ومظلة، في 9:25 مساءً. وأضاف أن مختلف أنواع الفرق المختصة من شرطة دبي والدفاع المدني والإسعاف، انتقلت إلى مكان الحادث، ومن بينها فريق الإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة الذي باشر مهامه في الوقت ذاته، حيث عمل على معاينة المبنى وتجميع كل البيانات واستمع إلى إفادة الشهود الموجودين في المكان. وأشار إلى أن خبراء الأدلة الجنائية وعلم الجريمة دخلوا في اليوم الثاني مباشرة لوقوع الحادث إلى مبنى الفندق المكون من 63 طابقاً، الجزء السفلي منه (4 طوابق) مخصصة مواقف للسيارات، ومكاتب إدارة، فضلاً عن ناد صحي ومطاعم، وبقية الطوابق هي شقق. منطقة الحريق وأكد الخبير أحمد أن خبراء الأدلة الجنائية حددوا منطقة بداية الحريق بين الشقة 1401 و1504، وهذه المنطقة تحتوي على ممر صغير عرضه 1.10 متر، ومظلة، مشيراً إلى أن خبراء الأدلة الجنائية قاموا بفحص الشقة رقم 1504، وتبيّن امتداد الحريق إليها من جهة النافذة المطلة على الممر والمظلة، وليس من داخلها، ثم تم الانتقال إلى الشقة 1401 وتبين أن الحريق تركز في واجهتها، مع سلامة محتويات صالتها الواقعة أسفل منطقة بداية الحريق الممر والمظلة، ما يشير إلى عدم علاقتها بالحريق، وامتداد الحريق إليها من الخارج مع ملاحظة أن غرفها احترقت بالكامل، بسبب موقعها البارز عن الجدار الرئيسي للمبنى، حيث سقطت عليها الأجزاء المشتعلة من واجهة المبنى. وقال عند فحص منطقة الممر تبيّن وجود مصهور من ألواح الألمنيوم والزجاج مُتجمع على أرضيته نتيجة سقوطها من المبنى، ولاحظنا وجود تأثيرات حرارية في الهياكل المعدنية إلى جانب الممر، أدت إلى انحناء معدن الهيكل للممر، مع وجود فتحات تهوية خاصة بالمبنى، إلى جانب الممر بتلك المنطقة، كما لاحظنا وجود أسلاك كهربائية فيها آثار انصهار، وبتتبع مسار تلك الأسلاك، تبين أن بعضها يمتد إلى بعض الشرفات البعيدة عن منطقة بداية الحريق، وأخرى تمتد إلى كشافات الإنارة المثبتة على المظلة، وهذه الأسلاك تمر عبر أنابيب صلبة وأخرى مرنة. وبحسب المخططات فإن كل كشاف تمتد إليه توصيلة كهربائية منفصلة. مواضع التوصيل وأشار إلى أن خبراء الأدلة الجنائية فحصوا الأسلاك الموجودة في المظلة، وتبين وجود مواضع توصيل معدنية لتوصيل الأسلاك ببضعها بعضاً تؤدي لمقاومة مرور التيار فيها، ما يتسبب في ارتفاع درجة حرارة معدنها إلى درجة إحراق مواد عزلها وما حولها. وأكد أن الخبراء توصلوا إلى أن سبب حادثة حريق الفندق، هو ماس كهربائي في الأسلاك والتوصيلات الموجودة في تلك المنطقة، وهو المصدر الحراري الوحيد الذي عثر عليه في المكان. أول اتصال أكد اللواء المزينة أن أول اتصال ورد عن الحريق لاستقبال الفندق، كان من احد النزلاء في الطابق الثامن عشر الذي أبلغ أنه يشعر بوجود رائحة حريق، ولكنه لم يتمكن من تحديد مصدره، وأبلغ أن هناك دخاناً خفيفاً، وعندما نزل إلى الاستقبال فوجئ بأن الحريق شبّ سريعاً في واجهة الفندق، ولم يتمكن من العودة مرة أخرى إلى شقته بسبب عمل أجهزة الإنذار وبدء نزول النزلاء وإجلائهم. قال اللواء المزينة إن آخر من تم إخلاؤهم من الفندق كانت امرأة، وكان ذلك بعد 45 دقيقة من اندلاع الحريق، نظراً لأنها كانت نائمة، ولم تستيقظ من جرس الإنذار ولا الطرق على الباب، ولذلك تم كسر باب الشقة للتأكد من عدم وجود أشخاص داخلها، فعثر عليها وتم إنزالها على الفور بصحة جيدة. أغلبية المباني مطابقة أكد اللواء المزينة أن أغلبية الأبراج والمباني في دبي تخضع لمواصفات عالمية، ولا يتم الترخيص لأي مبنى إلا بعد موافقة بلدية دبي على كل المواصفات، والتأكد من كل الاحتياطات والإجراءات الواجب اتخاذها، وعوامل الأمان المطلوب توافرها، وهذا يؤكد أن كل المباني تخضع لمواصفات ومقاييس عالمية وذات أنظمة أمان عالية، لافتاً إلى أن دبي دائماً حريصة على مستوى الخدمات التي تقدمها، وحكومة دبي دائماً داعمة لكل الأجهزة من أجل راحة المواطنين والمقيمين واستضافة السياح في أفضل الأجواء، مؤكداً أن هذا الحريق لن يؤثر في حركة السياحة لدبي، لأن هذا قد يحدث في أي مكان في العالم، وقال إنه في اليوم نفسه كان هناك حريق كبير في إحدى الدول ولكن لم يتم التركيز عليه مثلما تم تناول فندق العنوان. المنصوري: شهادات عالمية قال اللواء خليل إبراهيم المنصوري، إنه تمت إقامة مركز شرطة بجوار الفندق، لاستقبال نزلاء الفندق، وإنهاء كل الإجراءات المطلوبة لهم لتمكينهم من استخراج جوازات سفر جديدة، وتسليمهم أغراضهم وممتلكاتهم التي تركوها داخل الشقق، وبالفعل تم تسليم كل المقتنيات لأصحابها ولم يتبق سوى أربعة أشخاص فقط لم يتسلموا أغراضهم، بسبب وجودهم خارج الدولة في ذلك الوقت، وتواصلوا مع المركز وتمّت طمأنتهم أن كل أغراضهم موجودة في حوزة الشرطة. وأشار إلى أن حكومة دبي، وهيئة السياحة والتسويق التجاري، وكل الجهات المعنية قامت بأدوارها كاملة في تلبية متطلبات النزلاء وتسكينهم في فنادق بديلة، وحجز تذاكر سفر لمن كان على سفر، وإحضار ملابس وكل المتطلبات الأخرى. شجاعة منصور بن محمد أشاد اللواء المزينة بشجاعة وإقدام سموّ الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، الذي كان موجوداً بالقرب من فندق العنوان، وعندما شب الحريق كان من أوائل الموجودين في الفندق، وعمل يداً بيد في إخلاء النزلاء، مشيراً إلى أن سموّه رجل عسكري، وهذه هي شيم أبناء الإمارات، لا فرق وقت الأزمات بين ابن الحاكم والموظف، الكل يعملون من أجل الوطن، وهذا هو ما تعلمناه من شيوخنا من أجل توفير الأمن والأمان للمقيمين والمواطنين.