ازداد إقبال السعوديين على دراسة اللغة الصينية والتخصص الجامعي في الصين بشكل لافت في السنوات القليلة الماضية، والسبيل إلى الدراسة في الصين هو حالياً واحد من ثلاثة: برنامج خادم الحرمين للابتعاث الجامعي، المنح الدراسية المقدمة من الصين، والابتعاث من قبل الشركات الخاصة وفي مقدمتها أرامكو السعودية. من ضمن فريق العمل على التحضير لافتتاح "ياسرف"، كان هناك شابان من موظفي أرامكو السعودية، سامي الحارثي (24 عاماً) وخالد المقيم (25 عاماً)، ممن درسوا في الصين كمبتعثين من أرامكو، لدراسة اللغة أولاً لمدة سنة ونصف تقريباً، والتخصص الجامعي لاحقاً في التسويق لمدة أربع سنوات، وعادا إلى المملكة خلال العام الماضي للعمل في الشركة. وحول الدافع إلى اختيار الصين ولغتها الصعبة للدراسة، يتفق الحارثي والمقيم على القول إن السبب الأكبر هو في قناعتهما بتعاظم التوجه الاقتصادي السعودي صوب الصين، ونمو الاقتصاد الصيني الذي سيصبح الأكبر في العالم خلال سنوات قليلة، الأمر الذي سيزيد من التواصل ما بين المملكة والصين، "ونرجو أن نتمكن من المساهمة في ذلك بقدر ما نستطيع" يقول المقيم. وعن مجالات استخدام اللغة الصينية في المملكة، يقول الحارثي: "نساهم بمعرفتنا بها حيث يلزم الأمر، ففي التحضير لافتتاح ياسرف، ترجمنا بعض المطبوعات إلى الصينية، وكنا على التواصل اللازم مع السفارة الصينية وخلال استقبال السفير الصيني.. وغير ذلك". وعن حال تعلّم الصينية في المملكة يقول المقيم: "لقد أصبح شائعاً أكثر بكثير من السابق، ولكن المعاهد الخاصة لا تزال دون مستوى الجامعات في هذا المجال”. أما عن الصعوبات التي واجهتهما في الدراسة في الصين، فيقول الحارثي: "إن الصعوبة الأولية هي في أن غالبية عامة الناس في الصين لا تتحدث الإنجليزية.. والمناهج الجامعية بكل ما فيها من كتب هي باللغة الصينية، الأمر الذي كان يتطلب منا جهوداً أكبر من جهود زملائنا الصينيين". ويتفق الحارثي والمقيم في الانطباع الذي عادا به من الصين بقولهما إن "الشعب الصيني ودود للغاية، وبعيد كل البعد عن العنصرية، وقد أخذنا شيئاً من طباعه يتمثل في الهدوء والانفتاح على الجميع".